سحبت وزارة الدفاع التركية كتابًا دراسيًا عسكريًا بعد اكتشاف احتواء غلافه على خريطة للغات التركية تستثني المناطق ذات الأغلبية الكردية، وهو ما فُسِّر على أنه يتماشى مع وجهات النظر الانفصالية الكردية.
تضمّن الكتاب، المستخدم في الأكاديمية العسكرية، خريطة على غلافه تُظهِر توزيع المتحدثين باللغات التركية في الأناضول وآسيا الوسطى. اللافت أن الخريطة استبعدت جنوب شرق تركيا، وهي منطقة تُعد الكردية فيها اللغة السائدة.
أثار هذا الاستثناء ردود فعل غاضبة فورًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اتهم المنتقدون الخريطة بأنها تقوض الوحدة الوطنية من خلال الإيحاء بصريًا بأن المناطق ذات الأغلبية الكردية ليست جزءًا من المجال الثقافي أو اللغوي التركي.
وفي بيان صدر يوم الخميس، أوضحت وزارة الدفاع أن الخريطة أُنتجت دون موافقة رسمية، ولفتت إلى أن أحد المحررين استعان بمصمم جرافيك خارجي لإعداد الغلاف، الذي طُبع ووزّع دون علم أو موافقة إدارة الجامعة، علمًا أن الكتاب سحب فور اكتشاف المشكلة.
وجاء في البيان: “هذه الخريطة، التي تتعارض مع مبادئ وحدتنا الوطنية وسلامة أراضينا، لم تكن مُصرّحًا بها ولا تعكس آراء المؤسسة. تم سحب الكتب على الفور، واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة”.
وأعلن البيان أيضًا استقالة الأستاذ الدكتور أوزتورك أمير أوغلو، الذي أشرف على إعداد الكتاب، في 9 نوفمبر، بعد الانتقادات الموجهة له بسبب قراره بالاستعانة بمحرر خارجي للمشروع، مضيفًا أن تحقيقات إدارية وقانونية قد بدأت في القضية.
تسلط هذه القضية الضوء على الحساسية المحيطة بالهوية الكردية وعلاقتها بالقومية التركية. ومن خلال استبعاد المناطق ذات الأغلبية الكردية، فُسِّر الأمر على أنه اعتراف بتميز اللغة والثقافة الكردية، وهو ما اعتبره البعض تماهيًا مع تطلعات الحركات الانفصالية الكردية. وقد رأى كثير من الأتراك أن الخريطة تقوّض سلامة أراضي تركيا.
كانت الهوية الكردية دائمًا قضية سياسية حساسة في تركيا. ورغم أن الحكومة قامت ببعض الجهود المحدودة لمعالجة الحقوق الثقافية الكردية، فإنها حافظت على موقف متشدد تجاه النضال من أجل الحكم الذاتي الكردي أو الانفصال. وغالبًا ما تُثير الخرائط أو المواد التي تعترف صراحة أو ضمنًا بتميز الهوية الكردية ردود فعل سريعة في الساحة السياسية.