أصدرت محكمة تركية حكمًا بالسجن لمدة تتجاوز 45,000 عام بحق محمد آيدن، مؤسس تطبيق الاستثمار الإلكتروني “Çiftlik Bank” (بنك المزرعة)، بعد إدانته بالاحتيال على آلاف الأشخاص والاستيلاء على ملايين الدولارات.
اختتمت المحكمة الجنائية العليا في إسطنبول يوم الإثنين محاكمة آيدن، وشقيقه فاتح، و18 متهمًا آخر، حيث كان الأخوان آيدن وثلاثة آخرون رهن الاحتجاز قبل المحاكمة. وأصدرت المحكمة أحكامًا بالسجن لمدة 45,376 سنة بحق الأخوين آيدن وخمسة متهمين آخرين، بعد إدانتهم بتهم تتعلق بالاحتيال باستخدام أنظمة المعالجة الإلكترونية للبيانات، والبنوك أو مؤسسات الإقراض، وإنشاء منظمة إجرامية بغرض ارتكاب الجرائم، وغسل الأموال المتحصلة من الأنشطة غير القانونية.
وفي دفاعه أمام المحكمة، نفى محمد آيدن نيته الاحتيال على المستثمرين، مدعيًا أنه أطلق التطبيق لغرض استثماري مشروع، وعرض تعويض المتضررين إذا سمحت له الحكومة باستخدام الأموال والممتلكات التي تم مصادرتها.
تفاصيل العقوبات المالية والسجنية
إلى جانب الأحكام بالسجن، فرضت المحكمة غرامة مالية قدرها 496 مليون ليرة تركية (ما يعادل 13.8 مليون دولار) على الأخوين آيدن، مع إلزامهما بدفعها على مدار 24 شهرًا. كما حصل 11 متهمًا آخر على أحكام متفاوتة بالسجن لنفس التهم، بينما صدرت الأحكام بحق ستة متهمين آخرين غيابيًا.
كيف بدأت عملية الاحتيال؟
أطلق محمد آيدن وشركاؤه تطبيق “Çiftlik Bank” عام 2016، مستوحين فكرته من اللعبة الإلكترونية الشهيرة FarmVille، حيث كان المستخدمون يشترون حيوانات ومعدات زراعية افتراضية باستخدام أموال حقيقية، مقابل وعود بتحقيق أرباح من خلال استثمارها في مشاريع زراعية حقيقية داخل تركيا.
وبهدف كسب ثقة المستثمرين، أنشأ آيدن مزارع استعراضية ومتاجر تبيع منتجات زراعية، مما جعل النظام يبدو وكأنه مشروع استثماري شرعي. وكان المستخدمون يحصلون على عائدات مالية بناءً على الوقت الذي يقضونه في اللعبة.
انكشاف المخطط والهروب إلى أمريكا الجنوبية
في مارس 2018، وبعد تلقي السلطات شكاوى بوجود مخطط هرمي احتيالي (Ponzi Scheme)، تم مصادرة أصول الشركة واعتقال بعض المسؤولين التنفيذيين فيها. وتبين لاحقًا أن محمد آيدن هرب إلى الأوروغواي عام 2018، بعد جمع 1.1 مليار ليرة تركية (حوالي 280 مليون دولار وفقًا لسعر الصرف حينها) من أكثر من 132,000 مستثمر.
وفي عام 2019، أصدرت الإنتربول مذكرة توقيف دولية (النشرة الحمراء) بحق آيدن، بناءً على طلب من السلطات التركية، لملاحقته بتهم تشمل الاحتيال باستخدام أنظمة المعالجة الإلكترونية، وخداع مسؤولي الشركات والتعاونيات لتحقيق مكاسب غير مشروعة، وتأسيس منظمة إجرامية، وغسل الأموال، ومخالفة القوانين الضريبية.
القبض عليه وإعادته إلى تركيا
ظل آيدن هاربًا حتى يوليو 2021، عندما سلم نفسه إلى القنصلية التركية في ساو باولو، البرازيل، حيث تم ترحيله إلى تركيا واعتقاله فور وصوله إلى إسطنبول بعد أربعة أيام.
تمثل قضية “Çiftlik Bank” واحدة من أكبر عمليات الاحتيال الرقمي في تركيا، إذ أظهرت كيف يمكن استغلال التكنولوجيا والتطبيقات الاستثمارية لخداع آلاف المستثمرين، قبل أن تتدخل السلطات لإنهاء المخطط ومحاكمة المسؤولين عنه.