أكدت أنقرة أنها ستواصل استعداداتها العسكرية في سوريا حتى تسليم المقاتلين الأكراد أسلحتهم، وفقًا لتقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية يوم الخميس، استنادًا إلى مصدر في وزارة الدفاع التركية أشار إلى التهديد المستمر الذي تواجهه تركيا على طول حدودها مع شمال سوريا.
التهديدات والتحركات التركية
تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد المخاوف من احتمال تنفيذ حملة عسكرية تركية على بلدة كوباني (عين العرب) الحدودية، التي تبعد حوالي 50 كيلومترًا شمال شرق منبج. وتنتشر آلاف القوات التركية في شمال سوريا، إلى جانب دعمها لقوات موالية لها تخوض اشتباكات مستمرة مع قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، وهي قوة كردية مدعومة من الولايات المتحدة، تصفها أنقرة بأنها امتداد لحزب العمال الكردستاني (PKK) المحظور.
وقال المصدر: “التهديد الذي تشكله التنظيمات الإرهابية على حدودنا ومناطق عملياتنا في سوريا مستمر. وحتى يقوم تنظيم حزب العمال الكردستاني/ وحدات حماية الشعب الكردية الإرهابي بتسليم أسلحته ومغادرة المقاتلين الأجانب لسوريا، ستتواصل استعداداتنا وإجراءاتنا في إطار مكافحة الإرهاب.”
التصنيفات والاتهامات
تتهم تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، التي تمثل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، بارتباطها بحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه كل من واشنطن وأنقرة كجماعة إرهابية. ومنذ عام 2016، شنت أنقرة عدة عمليات عسكرية كبيرة ضد قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا.
التصريحات الكردية
من جانبه، نفى مراد قريلان، أحد كبار قادة حزب العمال الكردستاني، وجود أي عناصر من حزبه في روجافا، المنطقة الكردية المستقلة بحكم الأمر الواقع في شمال شرق سوريا. وأوضح في بيان هذا الأسبوع: “نحن نعلن بوضوح أننا لسنا موجودين في روجافا كحزب العمال الكردستاني. ليس لدينا أي روابط عضوية أو تنظيمية مع أي كيان في روجافا. الجميع يعلم متى ذهبنا ومتى عدنا. عندما هاجم تنظيم داعش، ذهبنا إلى كركوك، وأربيل، ومخمور، وشنكال، وبالطبع كوباني وروجافا، ولكننا عدنا.”
الموقف الدولي والهدنة في منبج
تأتي الاشتباكات بين الفصائل المدعومة من تركيا والمقاتلين الأكراد في وقت يتزامن مع جهود واشنطن لتمديد هدنة هشة في منبج. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء عن تمديد وقف إطلاق النار حتى نهاية الأسبوع، مع التأكيد على السعي للتوصل إلى تفاهم أوسع مع تركيا.
ومع ذلك، شدد المصدر التركي على أن أنقرة ترفض أي حوار مع قوات سوريا الديمقراطية، قائلاً: “من غير الوارد بالنسبة لنا أن نجري أي محادثات مع تنظيم إرهابي.”
وفي تصريح له، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: “تم تمديد الهدنة في منبج حتى نهاية الأسبوع، وسنعمل بوضوح على تمديدها إلى أبعد مدى ممكن.”
ورغم ذلك، أكد المصدر التركي أن “كل خطوة تتخذها الجماعات الإرهابية التي تهدد أمن بلادنا وسوريا تخضع للمراقبة، ويتم اتخاذ تدابير وقائية وتدميرية عند الحاجة.”