نفت وزارة الخارجية التركية تقارير إعلامية زعمت أن أعضاء بارزين من المكتب السياسي لحركة حماس غادروا قطر ونقلوا عملياتهم إلى تركيا، بعد تعليق دور الدوحة كوسيط بين إسرائيل وحماس، بحسب ما أفادت به خدمة “دويتشه فيله” التركية.
وكانت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” قد نشرت تقريرًا يوم الإثنين، استنادًا إلى تصريحات لدبلوماسي عربي، زعمت فيه أن العديد من كبار أعضاء حماس غادروا قطر الأسبوع الماضي متوجهين إلى تركيا، حيث لا تُصنَّف الحركة كمنظمة إرهابية، خلافًا لما هو عليه الحال في العديد من دول العالم، ويتمتع أعضاؤها هناك بملاذ آمن.
وجاء في بيان وزارة الخارجية التركية يوم الاثنين: “أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس يزورون تركيا من وقت لآخر. ومع ذلك، فإن الادعاءات حول نقل المكتب السياسي لحركة حماس إلى تركيا لا تعكس الحقيقة”.
وكانت هيئة البث الإسرائيلي العامة “كان” قد نشرت لأول مرة خبر مغادرة أعضاء حماس لقطر التي استضافت المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة منذ عام 2012.
وفي بيان صدر في 9 نوفمبر، أعلنت وزارة الخارجية القطرية تعليق دورها كوسيط بين حماس وإسرائيل، مبررة ذلك بعدم وجود إرادة كافية من الطرفين، مشيرة إلى أن المحادثات تحولت إلى مناورات سياسية وعلاقات عامة بدلًا من أن تكون محاولة جادة لتحقيق السلام وحماية المدنيين الفلسطينيين وإنقاذ الرهائن الذين احتجزتهم حماس العام الماضي.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يُعد أحد أبرز منتقدي إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة، التي بدأت بهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مما أودى بحياة حوالي 1,200 شخص، معظمهم من المدنيين، بالإضافة إلى اختطاف نحو 250 رهينة. ومن بين الرهائن، قُتل بعضهم وأُعيد البعض الآخر إلى إسرائيل، بينما يقدر أن نحو 100 ما زالوا قيد الاحتجاز. في حين ردت إسرائيل بهجوم بري وجوي أودى بحياة أكثر من 43,000 شخص في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
ووصف أردوغان إسرائيل بأنها “دولة إرهابية”، واتهمها بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة، واصفًا أعضاء حماس بأنهم “محررون” أو “مجاهدون” يقاتلون من أجل أرضهم، واستقبل أعضاء الحركة بشكل متكرر في تركيا.
ومن المعروف أن حماس تحتفظ بمكتب لها في تركيا منذ عام 2011، عندما ساعدت تركيا في إبرام اتفاقية الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وحافظ أردوغان على علاقات وثيقة مع إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، الذي كان يزور تركيا بشكل متكرر قبل اغتياله في طهران في 31 يوليو.