بعد اعتقال السلطات التركية أمس الاثنين الصحفية آيسين كوميغتان لترحمها على فتح الله كولن، القائد الفكري لـ”حركة الخدمة”، استيقظت البلاد صباح اليوم على وقع نبأ آخر مماثل.
أعلن وزير الداخلية التركية علي يرلي كايا، عبر حسابه على وسائل الإعلام الاجتماعي، قرار إغلاق 177 حسابًا إعلاميًّا، بينها مواقع إخبارية، بدعوى “الترويج لمنظمة إرهابية”، على حد وصفه.
وتبين أن الأغلبية الساحقة من المواقع الإخبارية وحسابات الإعلام الاجتماعي التي اتخذت السلطات التركية قرارا بإغلاقها تابعة للصحفيين المحسوبين على حركة فتح الله كولن الذي توفي أمس في منفاه الاختياري بولاية بنسلفانيا الأمريكية عن عمر يناهز 83 عامًا.
يأتي هذا القرار في أعقاب احتجاز الصحفية والمذيعة آيسين كوميغتان بعد أن قدمت تعازيها لفتح الله كولن خلال بث مباشر يوم الاثنين، بالإضافة إلى فصلها من عملها، الأمر الذي اعتبره الرأي العام دليلا على مدى الشيطنة التي تمارسها الحكومة التركية ضد كولن وأتباعه.
فقد أعلنت آيسين كوميغتان، رئيسة تحرير موقع “بورصادا اليوم” الإخباري عن وفاة فتح الله كولن خلال بث مباشر على قناة الموقع على يوتيوب، وأضافت قائلة: “على الرغم من وجود تقارير سابقة غير مؤكدة عن وفاة فتح الله كولن، لكن يبدو اليوم أن الخبر قد تم تأكيده. ماذا يمكن أن نقول؟ رحم الله تعال”، التصريحات التي دفعت مكتب المدعي العام في بورصة إلى فتح تحقيق ضدها بتهمة “نشر دعاية إرهابية.”
احتجزت السلطات التركية كوميغتان يوم الاثنين لتظهر أمام المحكمة في وقت لاحق، رغم أنه تبين أنه ليس لها أي صلة بحركة كولن، كما أن رسالتها القصيرة لتعزية فتح الله كولن كلفتها وظيفتها، حيث أعلن موقع “بورصادا اليوم” عن فصلها بسبب “تصريحات غير مقبولة” أدلت بها على الهواء.
نشرت كوميغتان بعذ ذلك اعتذارًا على منصة X، وأعربت عن ندمها على اختيار كلماتها خلال البث المباشر دون أن تتوفر لها الفرصة لتصحيح نفسها، معبرة عن أسفها بسبب التلاعب بتعليقاتها الصادرة من مشاعر إنسانية.
في حين أدان فرع جمعية الصحفيين المعاصرين(ÇGD) في بورصة احتجاز كوميغتان، ووصفت تعليقاتها المتعلقة بوفاة فتح الله كولن بأنها “حادثة بث مباشر.”
وفي السياق ذاته، أصدر عدد من المسؤولين الحكوميين، بينهم وزير الخارجية هاكان فيدان، بيانات تدين فتح الله كولن والمتعاطفين معه، مؤكدين أن الكفاح ضد حركته سيستمر دون تنازلات، وذلك رغم أنهم أشادوا سابقًا بفكر كولن ومشاريعه التعليمية والاقتصادية والخيرية ومساعيه الرامية إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والديانات والحضارات المختلفة.
رغم الرقابة التي فرضتها السلطات التركية على الحديث عن وفاة فتح الله كولن، إلا أن أخبار وفاته لفتت العالم كله، حيث تصدرت محركات البحث في العديد من البلدان، بما في ذلك رومانيا والهند. في رومانيا، جاءت عمليات البحث المتعلقة بوفاته في المرتبة الأولى على Google Trends، أما في الهند فقد احتلت عمليات البحث المتعلقة بوفاته المرتبة الثالثة، مما يعكس اهتمامًا كبيرًا ربما بسبب تأثير مؤسسات حركة الخدمة التعليمية والخيرية في البلاد.