في خطوة تصعيدية جديدة، استخدمت قوات مكافحة الشغب التركية يوم الخميس الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين الذين احتشدوا بالقرب من بلدية إسطنبول احتجاجًا على اعتقال رئيس البلدية أكرم إمام أوغلو.
وقد اندلعت اشتباكات بين الشرطة وبعض المتظاهرين الذين حاولوا الوصول إلى ساحة تقسيم الشهيرة، حيث أطلقت الشرطة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريقهم. كما أكد شهود عيان في الموقع استخدام الغاز بكثافة إلى جانب الرصاص المطاطي. وكانت ساحة تقسيم، التي تعد نقطة تجمع للاحتجاجات الكبرى في تركيا، محاطة بالكامل بالحواجز الأمنية، وتم نشر قوات الشرطة بشكل مكثف لتفادي أي مظاهرات في المنطقة.
ومن جانب آخر، حذر أوزغور أوزيل، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، قوات الشرطة من التصعيد باستخدام الغاز أو الرصاص المطاطي ضد المحتجين، مؤكدًا أنهم سيكونون مسؤولين عن أي تصعيد يحدث. وقال أوزيل عبر منصة بالقرب من بلدية إسطنبول: “من أنتم حتى تستخدموا الغاز ضد أمل تركيا؟”، مشددًا على أن احتجاجات الشعب لن تتوقف، وأن الحكومة هي المسؤولة عن ملء الشوارع بالمتظاهرين بسبب سياساتها.
وفي تعبير عن رفضهم لاعتقال إمام أوغلو، هتف المحتجون الذين بلغ عددهم آلاف الأشخاص، ومعظمهم من الطلاب الجامعيين، بشعارات تطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالاستقالة. كما أكّد أوزيل في تصريحاته أن إمام أوغلو لا علاقة له بالفساد أو الإرهاب، مُحذرًا من أن الاحتجاجات ستستمر حتى يتم الإفراج عن إمام أوغلو وبقية رؤساء البلديات الذين تم اعتقالهم.
إضافة إلى ذلك، شهدت عدة أحياء في إسطنبول، بما في ذلك حي نيشان تاشي الراقي، احتجاجات شعبية حيث كان سكان الأحياء يطرقون الأواني والمزامير تعبيرًا عن دعمهم لرئيس البلدية المعتقل، بينما كانت السيارات تعبر الشوارع بأبواقها تضامنًا مع المحتجين.
وتعكس هذه المظاهرات العارمة التي تزداد بشكل مستمر حالة من الغضب الشعبي ضد الحكومة التركية، في وقت حساس للغاية على الصعيد السياسي، في ظل اعتقال إمام أوغلو قبل فترة قصيرة من الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2028.

