بعد اجتماع وزير الدفاع التركي يشار غولر مع نظيره البريطاني جون هيلي، الذي زار أنقرة بدعوة رسمية يوم الخميس، أعاد المحللون تقييم العلاقات بين البلدين.
استقبل الوزير غولر نظيره البريطاني في مقر وزارة الدفاع التركية بمراسم عسكرية، وزار ضيفه في إطار جدول أعماله خلال الزيارة شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (TUSAŞ) أيضًا، حيث حصل على معلومات حول مشاريع الشركة في مجال الصناعات الدفاعية، كما أعرب عن تعازيه بكتابة رسالة في دفتر العزاء الخاص بضحايا الهجوم الإرهابي الأخير من موظفي الشركة.
وفي تصريحاته حول الزيارة، قال رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية، هالوك غورغون: “كانت الزيارة فرصة لاستعراض إنجازات صناعاتنا الدفاعية. قدمنا للسيد الوزير نماذج من مشاريعنا، بما في ذلك طائرتنا المقاتلة الوطنية KAAN، وطائرة التدريب النفاثة HÜRJET، والطائرات المسيّرة AKSUNGUR، وANKA، وANKA-III . نشكر السيد الوزير على زيارته وتعازيه.”
خلال زيارته، التي شملت أيضاً السعودية، أكد هيلي التزام بريطانيا بالأمن العالمي ودعوتها لوقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، حيث قالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان لها عقب الجولة في المنطقة: “تعمل المملكة المتحدة وتركيا، باعتبارهما حليفين في الناتو، على تعزيز الاستقرار الإقليمي وتعميق التعاون في مجال الصناعات الدفاعية لاستكشاف فرص متبادلة المنفعة.”
وفي تغريدة على منصة إكس، قدّم الخبير التركي في الشؤون الروسية، الدكتور كريم هاس، تعليقاته حول زيارة وزير الدفاع البريطاني إلى تركيا، مسلطاً الضوء على البعد البريطاني-الروسي-التركي في هذا السياق.
وأشار هاس إلى تغريدة سابقة نشرها عام 2021 قال فيها: “رغم موقف بريطانيا المتشدد تجاه روسيا، التي تصنفها كـ’التهديد الأول’، إلا أنها لم ترد بقوة على شراء تركيا لمنظومة S-400 الروسية. أليس هذا مثيرًا؟ ربما أن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6) من نصح أردوغان بشرائها باعتبارها ثمن محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو'”، المحاولة التي يراها المحلل أنها مؤامرة دبرها أردوغان بالتواطؤ مع حلفائه المحليين والدوليين لتصفية خصومه السياسيين وتأسيس نظام الرجل الأوحد في البلاد، على حد تعبيره.
وفي تغريدته الحديثة عن القضية ذاتها، لفت هاس إلى أن بريطانيا هي اللاعب الرئيسي في مشروع طائرات يوروفايتر (Eurofighter)، التي قامت حكومة أردوغان بشراء بعضها. وأوضح أن لندن نجحت في إقناع شركائها في الاتحاد الأوروبي بتوريد هذه الطائرات إلى تركيا، بما في ذلك ألمانيا، التي انضمت مؤخراً إلى الاتفاق.
وأضاف هاس: “عندما استُبعدت تركيا من مشروع طائرات F-35 بقيادة الولايات المتحدة بعد شراء منظومة S-400 من روسيا، بدا أن بريطانيا كانت الأكثر استفادة من هذا القرار، بل أكثر حتى من روسيا. إذ أصبحت تركيا الآن أكثر ارتباطاً بالنموذج البريطاني في مجال الطائرات القتالية، مما يزيد من اعتمادها على بريطانيا.”
كما ساق هاس ادعاءً مثيرًا وصف فيه بريطانيا بـ”أحد المتواطئين الخفيين وراء مؤامرة الانقلاب الفاشل”، وأنها ربما شجعت أردوغان على شراء منظومة S-400 من روسيا لتحقيق أهدافها الخاصة، بحسب رأيه.