أكد دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية وحليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن جميع الفصائل المرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور يجب أن تسلم أسلحتها فورًا ودون شروط، وذلك في إطار اتفاق تاريخي لوقف إطلاق النار بين أنقرة والحزب.
وكان عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل منذ 26 عامًا، قد دعا الشهر الماضي التنظيم إلى حل نفسه وإنهاء أربعة عقود من الصراع المسلح ضد الدولة التركية. وعلى إثر ذلك، أعلن الحزب وقفًا لإطلاق النار، مشيرًا إلى أن قواته لن تقوم بأي عمليات عسكرية ما لم تتعرض لهجوم.
لكن أنقرة تصر على أن يشمل نزع السلاح جميع المقاتلين المرتبطين بالحزب، بمن فيهم عناصر قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، المدعومة من الولايات المتحدة، والتي يشكل وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) عمودها الفقري. ورغم ترحيب قيادة قوات سوريا الديمقراطية بدعوة أوجلان لحل الحزب في 27 فبراير، فإنها أكدت أن ذلك لا ينطبق على قواتها.
وفي هذا السياق، شدد بهجلي على أن “ادعاء وحدات حماية الشعب والجماعات المشابهة أنها غير مشمولة بهذه الدعوة يتناقض تمامًا مع قيادة التنظيم”. ويأتي هذا التصريح بعد مبادرته المفاجئة التي قدم من خلالها إشارة إيجابية تجاه السلام، بشرط تخلي أوجلان عن العنف.
يُذكر أن تركيا شنت منذ عام 2016 ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق في شمال سوريا ضد عناصر حزب العمال الكردستاني، الذين تعتبرهم تهديدًا استراتيجيًا على حدودها الجنوبية.
جدير بالذكر أن حزب العمال الكردستاني، المصنف كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بدأ تمرده المسلح عام 1984، بهدف إقامة وطن مستقل للأكراد، الذين يشكلون نحو 20% من سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليون نسمة. وعلى مدار العقود الماضية، أودى الصراع بأكثر من 40 ألف شخص، وسط محاولات متعددة لإنهاء النزاع منذ اعتقال أوجلان عام 1999.