روى المواطن البريطاني، نجدت سيدي أوغلو، قصته المرعبة في فيديو بعد اختطافه في كينيا، على يد رجال مجهولين رجح ارتباطهم بمنظمة الاستخبارات الوطنية التركية (MIT).
ذكر مركز ستوكهولم السويدي للحرية أن نجدت سيد أوغلو، وهو مواطن بريطاني اختطف يوم الجمعة على يد أفراديُزعم أنهم مرتبطون بمنظمة الاستخبارات الوطنية التركية (MİT)، روى قصته المرعبة في رسالة فيديو.
وقال سيد أوغلو إنه وصديق له تعرضا للاختطاف من قبل أربعة رجال ملثمين سدوا طريقهم بسيارة حوالي الساعة7:30 صباحًا أثناء توجههم إلى العمل، مضيفا بأن الخاطفين وجهوا بنادقهم نحوهما وأجبروهما على ركوب السيارة.
ومع أن الخاطفين أطلقوا سراح ثلاثة من الضحايا، بمن فيهم زوجة أحد المختطفين وقاصر، إلا أن أربعة آخرين لا يزالون في عداد المفقودين.
وقال سيد أوغلو : “لقد وضعوا أكياسًا على رؤوسنا على الفور وتنقلوا بالسيارة حول المدينة لمدة أربع ساعات تقريبًادون أن يخرجوا من السيارة“.
سأل سيد أوغلو الخاطفين عن هوياتهم وطلب منهم رؤية بطاقات هويتهم، لكنه لم يتلق أي رد. كما رفضالخاطفون إخبارهم بوجهتهم.
بعد ساعتين إضافيتين، فصل الخاطفون ضحاياهم ووضعوهم في سيارات مختلفة. قال: “سافرت معهم لمدة ثلاثساعات أخرى تقريبًا. كانت عيناي لا تزالان معصوبتين ورفضوا الإجابة على أي من أسئلتي“.
في النهاية، أخبر الخاطفون سيد أوغلو أنهم سيطلقون سراحه، لكنهم صادروا جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بهوتركوه في منطقة نائية من نيروبي.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تحمي الأتراك المختطفين من الترحيل القسري إلى تركيا، حيث كانوايواجهون تهديدات لحياتهم بسبب صلاتهم بحركة كولن التي تتهمها الحكومة التركية بتدبير الانقلاب الفاشل في2016، رغم أن الحركة تنفي ذلك وتعلن أنها ترفض مبدئيا وعمليا كل أساليب الإرهاب والعنف.
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستهدف شخصيا منذ عام 2013 أتباع حركة كولن، بعد أن ادعى أنالعمليات الأمنية والقضائية التي نفذت في ذلك العام ضد شبكة فساد تضم أبناء لوزراء في حكومته نفذها أفراد أمنعلى صلة بالحركة من خلال تلفيق أدلة، وهو الأمر الذي تنفيه الحركة أيضا.
وأشارت مواقع إخبارية مقربة من حركة الخدمة إلى أن الاختطاف قد يكون هدفه توجيه انتباه الرأي العام إلى أمورأخرى بعد أن ظهرت صور لرئيس جهاز الاستخبارات التركي (MİT) إبراهيم كالين مع مصطفى كمال زينجين، زعيمعصابة متهمة بقتل أطفال حديثي الولادة لأغراض مالية.
أثار الحادث مخاوف من أن يكون الخاطفون يعملون تحت إشراف وكالة الاستخبارات التركية، خاصةً بعد أن رفضتكينيا طلبات تسليم هؤلاء الأشخاص رسميًا.
وكشفت تقارير دولية عن تورط المخابرات التركية في استخدام أساليب خارجة عن القانون في السنوات الأخيرة، بمافي ذلك عمليات الاختطاف التي استهدفت أتباع الحركة في الخارج.
ولفتت تلك التقارير إلى أن المخابرات التركية تورطت في عمليات لإعادة أكثر من 100 شخص قسراً بدعوى ارتباطهم بالحركة. وتشمل أحدث الحالات كوراي فورال، رجل الأعمال التركي الذي اختفى في طاجيكستان في سبتمبر/أيلول2023 وتبين أنه رهن الاحتجاز لدى الشرطة في تركيا في الشهر التالي.
كما تبين أن أمثال كوتش، الذي اختفى أيضًا في طاجيكستان في يونيو/حزيران 2023، رهن الاحتجاز لدى الشرطة فيمدينة أرضروم بشرق تركيا عندما اتصلت الشرطة بعائلته التي تعيش في المدينة المذكورة.
وفقًا لتقرير صادر عن منظمة فريدوم هاوس في عام 2023 حول القمع العابر للحدود الوطنية، أصبحت تركيا ثانيأكثر مرتكبي القمع العابر للحدود الوطنية انتشارًا في العالم. وتشمل مجموعة واسعة من التكتيكات التي تستخدمهاالحكومة التركية ضد منتقديها في الخارج من خلال البعثات الدبلوماسية ومنظمات الشتات الموالية للحكومة،وحرمانهم من الخدمات القنصلية والترهيب الصريح والتسليم غير القانوني.