استعادت فرق الإنقاذ جثتين وانتشلت ثلاثة ناجين من تحت أنقاض مبنى سكني مكون من أربعة طوابق في ولاية قونية، وسط تركيا، بينما اعتقلت السلطات أربعة أشخاص يوم السبت على خلفية اتهامات بإجراء تعديلات غير قانونية على الهيكل الإنشائي للمبنى.
تفاصيل الحادثة والضحايا
انهار المبنى، الذي تم بناؤه في عام 1994 وحصل على تصريح إشغال يؤكد سلامته وفقًا للمعايير السارية حينها، مساء الجمعة في حوالي الساعة 8:10 مساءً بالتوقيت المحلي في منطقة سلجوقلو.
وأفاد شهود عيان أنهم سمعوا صوت انهيار مدوٍ قبل أن ينهار المبنى بالكامل على شكل “كعكة طبقية”، مسفرا عن وفاة اثنين من السكان، وهما أمين مصطفى وزوجها تركي محمد، بينما تم إنقاذ ثلاثة أشخاص، من بينهم أفراد من عائلة سورية، من تحت الأنقاض.
جهود الإنقاذ والتحقيقات الجارية
صرّح وزير الداخلية علي يرليكايا أن السلطات قامت بنشر 962 فردًا من فرق الإنقاذ و216 مركبة، بما في ذلك كلاب البحث والطائرات بدون طيار المزودة بكاميرات حرارية، للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ.
وقد بدأت النيابة العامة في قونية تحقيقًا موسعًا حول الحادث، حيث كلفت ثلاثة مدعين عامين بقيادة التحقيق. وتشير التقارير الأولية إلى أن السوق الجديد للأسماك، الذي تم افتتاحه مؤخرًا في الطابق الأرضي من المبنى، يُشتبه في أنه أجرى تعديلات تضمنت إزالة عمود دعم أساسي أثناء عمليات التجديد.
أبطال من بين الأنقاض
لعب شاب سوري يبلغ من العمر 20 عامًا، يدعى علي الحسين، دورًا حاسمًا في تقليل عدد الضحايا، حيث قام بقرع أجراس الشقق لتحذير الجيران فور سماعه أصواتًا غريبة قبل الانهيار. وقال علي بعد نقله إلى المستشفى: “سمعت أصواتًا واندفعت لتحذير الجميع. كنت أعتقد أن المبنى قد أصبح خاليًا تمامًا”.
جدل حول البنية التحتية وسياسات السلامة
أعاد هذا الحادث النقاش حول جودة البنية التحتية للمباني القديمة في تركيا، وخاصة في المناطق المعرضة للزلازل. وأوضح نائب الرئيس جودت يلماز أن المبنى لم يكن جزءًا من برنامج التجديد الحضري الذي تبنته الحكومة. وعلى الرغم من ذلك، تعرضت الحكومة لانتقادات من قبل المعارضة بسبب تأخر تنفيذ إصلاحات السلامة اللازمة.
وأكد رئيس بلدية قونية، أوغور إبراهيم ألتاي، أنه لم يتم تسجيل أي شكاوى أو مخالفات تتعلق بكود البناء للمبنى قبل الحادث.
عمليات الإنقاذ والتقييمات الميدانية
أنهت فرق الإنقاذ عمليات البحث يوم السبت بعد التأكد من عدم وجود أشخاص آخرين تحت الأنقاض، فيما بدأت فرق الطب الشرعي تقييم الموقع لتحديد الأسباب الدقيقة للانهيار.
وكان حريق اندلع في الطابق المخصص للمطاعم بفندق سياحي في مدينة بولو، ثم انتشر بسرعة في كل أرجاء الفندق، مما أسفر عن مقتل 78 شخصًا وإصابة آخرين بجروح.
وكان الفنان والمخرج التركي الشهير محصون قرميزي كول ثار على مقتل 78 شخصًا إثر حريق في فندق واحد فقط، بسبب الإهمال والقصور في تحقيق معايير السلامة، في الوقت الذي لم يتجاوز عدد القتلى 25 شخصا في حرائق لوس أنجلوس التي دمرت أكثر من 12,000 مبنى.