أكد وزير الدفاع اليوناني، نيكوس دندياس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمتلك قدرة فريدة على التأثير في سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإقليمية، مشيرًا إلى أن “همسة” منه قد تكون كافية لردع طموحات تركيا التوسعية.
جاء ذلك في مقابلة أجراها مع شبكة “فوكس نيوز” يوم الجمعة، حيث حذر من التوجهات التوسعية لأنقرة.
تحذيرات من السياسة الخارجية “العثمانية الجديدة” لتركيا
وخلال حديثه مع الصحفية كيتلين ماكفال، أعرب دندياس عن مخاوفه من التحركات الجيوسياسية لتركيا في البحرين المتوسط والأسود، إضافة إلى بحر إيجة، مشيرًا إلى أن بعض الأطراف داخل تركيا تطمح إلى استعادة النفوذ العثماني في مناطق تشمل أجزاءً من اليونان وسوريا والعراق وإيران والقوقاز، معتبرا أن هذه السياسة تمثل تحديًا لاستقرار حلف الناتو وانتهاكًا للقانون الدولي.
ورغم أن اليونان وتركيا عضوان في الناتو منذ عام 1952، فإنهما كانتا على خلاف، خصوصًا فيما يتعلق بقضية قبرص والنزاعات البحرية. وبينما شهدت العلاقات بين البلدين فترة هدوء بعد زيارات متبادلة بين قيادتيهما، عادت التوترات لتطفو على السطح مؤخرًا بسبب المناورات العسكرية التركية وجهود التنقيب عن الموارد الطبيعية. ووصف دندياس النهج التركي في السياسة الخارجية بأنه “عثماني جديد”، متهمًا أردوغان بتجاهل المعاهدات الدولية.
التحركات العسكرية التركية وتأثيرها على التحالفات الغربية
كما تناول دندياس العمليات العسكرية التركية ضد قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في محاربة تنظيم داعش، محذرًا من التخلي عن الأكراد الذين قاتلوا إلى جانب القوى الغربية.
أما بشأن العلاقة بين ترامب وأردوغان، فقد اعتبر دندياس أن الرئيس الأمريكي يمكنه تذكير نظيره التركي بأهمية القانون الدولي واستقرار الناتو. وأشار إلى أن التحركات التركية قد تؤدي إلى تفاقم التحديات التي يواجهها الحلف، خصوصًا في ظل الأزمات المتصاعدة في أوكرانيا والشرق الأوسط.
التحديات الدفاعية والاستعدادات العسكرية لليونان
وفي سياق مناقشات حلف الناتو حول الإنفاق الدفاعي، شدد دندياس على التزام اليونان برفع جاهزيتها العسكرية، مشيرًا إلى أن بلاده تنفق نسبة أعلى من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع مقارنة بتركيا. ودعا الدول الأوروبية إلى توحيد أولوياتها الأمنية والتصدي للتهديدات الناجمة عن انتهاك الحدود الدولية.
الرد التركي على الاتهامات اليونانية
وفي ردها على استفسارات “فوكس نيوز”، دافعت الحكومة التركية عن موقفها العسكري، نافية الاتهامات بالتوسعية، وأكدت التزامها بالقانون الدولي واستقرار المنطقة.