شهدت منصة التواصل الاجتماعي “إكس” التي يمتلكها إيلون ماسك، زيادة في الانتقادات بسبب ما يقال عن تأثيرها على الانتخابات الأمريكية، مما دفع العديد من المستخدمين إلى التوجه نحو منصة بلو سكاي، التي حصلت على مليون مشترك جديد خلال الأسبوع الماضي.
مرة أخرى تتصدر شركة “إكس” عناوين الصحف بمسألة “الهجرة الرقمية”، حيث قررت صحيفة “الغارديان” البريطانية التي تمتلك 3.9 مليون متابع عدم استخدام حسابها على “إكس” بعد الآن، مؤكدة أن “التواجد على المنصة أصبح ضارًا”، وأنها أصبحت “تدعم نظريات مؤامرة يمينية متطرفة وعنصرية”، واتهمت ماسك باستخدامها “لتوجيه السياسة”.
كذلك، أعلن نادي “سانت باولي هامبورغ” من الدوري الألماني مغادرته لمنصة “إكس”، وذكر في بيان له أن ماسك “حوّل المنصة إلى مكبر صوت للكراهية، حيث تنتشر العنصرية ونظريات المؤامرة دون رادع”. ويُخشى في ألمانيا من أن ماسك، الداعم لترامب، قد يدفع بأجندات “يمينية متطرفة وسلطوية” في الانتخابات المبكرة المقررة في فبراير.
مع تطورات الانتخابات الأمريكية، ارتفع عدد مستخدمي بلو سكاي بشكل ملحوظ ليصل إلى 15 مليون مشترك بعد انضمام مليون مستخدم جديد في أسبوع واحد فقط، وغالبيتهم من الأمريكيين الذين يشعرون بالقلق إزاء استخدام ماسك لقوته التقنية لتوجيه السياسة.
جدير بالذكر أن منصة بلو سكاي طورها مجاك دورسي، الرئيس التنفيذي السابق لتويتر، عام 2019، وتديرها الآن جاي غرايبر. وتتميز بلو سكاي بعدم اعتمادها على الإعلانات كمصدر للإيرادات، وتمنح مستخدميها سيطرة أكبر على الخوارزميات. في المقابل، يروج “إكس” منشورات المستخدمين الذين يدفعون مقابل الشارة الزرقاء.
كما تركز بلو سكاي على تحديد وحذف الحسابات المزيفة أو الضارة، إلا أن المنصة لم تقدم تفاصيل عن الإجراءات التي تتخذها. وكغيرها من المنصات، تلتزم بلو سكاي بتسليم معلومات المستخدمين إلى السلطات بناءً على قرار محكمة، لكنها تؤكد أن الرسائل الخاصة لن تكون جزءًا من هذه المعلومات.
وقبل صعود بلو سكاي، كانت أول منافسة حقيقية لمنصة “إكس” من قبل شركة “ميتا” المالكة لإنستغرام وفيسبوك، التي أطلقت منصة “ثريدز” بدمجها مع إنستغرام بهدف جذب المستخدمين المتذمرين من تحول تويتر إلى “إكس”. وبفضل قاعدة مستخدمي إنستغرام، تمكنت “ثريدز” من الوصول إلى 275 مليون مشترك في وقت قصير.
لكن “ثريدز” صُممت كمنصة ترفيهية، مما جعلها تبتعد عن الأخبار والصحفيين، وهو ما قلل من فرصها في أن تكون بديلًا جادًا لمنصة “إكس” كوسيلة إخبارية. ومن الجدير بالذكر أن منصة “ثريدز” لا تقدم خدماتها حاليًا في تركيا بسبب قرارات هيئة المنافسة هناك.