أعلنت محكمتان في إسطنبول، يوم الخميس، الإفراج عن 107 أشخاص كانوا قيد التوقيف الاحتياطي لمشاركتهم في مظاهرات أعقبت اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في 23 مارس/آذار الماضي، بتهم فساد تقول المعارضة إنها “سياسية الدوافع”.
وشهدت البلاد موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ تظاهرات عام 2013، بلغت ذروتها عقب توقيف إمام أوغلو، الذي يُنظر إليه باعتباره المنافس الأقوى للرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة لعام 2028.
أكثر من 800 متهم و278 لا يزالون قيد التوقيف
أفاد مكتب المدعي العام في إسطنبول، يوم الثلاثاء، بأن السلطات أطلقت 20 تحقيقاً أسفرت عن توجيه اتهامات جنائية لـ819 شخصاً من أصل 829 مشتبهاً به تم تحديدهم على خلفية الاحتجاجات. ولا يزال 278 منهم قيد التوقيف الاحتياطي، وفقاً للبيان.
وقد وُجهت للمحتجين تهم “مخالفة قانون الاجتماعات والمظاهرات العامة”، علماً بأن ولاية إسطنبول كانت قد فرضت حظراً شاملاً على التظاهرات في المدينة من 19 إلى 23 مارس.
المحكمة تأخذ بعين الاعتبار الظروف التعليمية والصحية للمفرج عنهم
أشارت المحكمة في قراراتها إلى جملة من العوامل، منها طبيعة التهم، وحجم الأدلة التي تم جمعها حتى الآن، وكون العديد من الموقوفين طلاباً جامعيين يواجهون تحديات دراسية وصحية. وقدم محامو الدفاع مستندات رسمية لتأكيد هذه الظروف، كما أكدت المحكمة أن المفرج عنهم لا يشكلون “خطر هروب”.
من بينهم صاحب شعار “كل شيء سيكون جميلاً”
من بين المفرج عنهم كان الشاب بركاي جزغين (22 عاماً)، الذي اشتهر عام 2019 حين كان في السادسة عشرة من عمره بإطلاقه الشعار الشهير “كل شيء سيكون جميلاً”، والذي تحوّل إلى رمز لحملة إمام أوغلو الانتخابية آنذاك. وقد تم انتخابه مؤخراً عضواً في مجلس حزب الشعب الجمهوري خلال مؤتمر استثنائي في أنقرة.
وكان جزغين قد أوقف في 22 مارس عقب مشاركته في وقفة احتجاجية أمام بلدية إسطنبول في سراج خانة، ونُقل لاحقاً إلى سجن مرمرة (سيلفري)، حيث يُحتجز إمام أوغلو كذلك.
إدانات دولية متزايدة واتهامات بتسييس القضاء
تسببت قضية توقيف إمام أوغلو في موجة إدانات واسعة من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمات دولية، اعتبرت الأمر محاولة لإقصائه سياسياً قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويصف كثيرون الاتهامات الموجهة له بأنها “مُسيّسة”، تهدف إلى إضعاف المعارضة وتصفية أبرز وجوهها.

