صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن تركيا ستلعب دورًا نشطًا في إعادة هيكلة سوريا المجاورة عقب الإطاحة ببشار الأسد، وأن وزير الخارجية التركي سيزور سوريا قريبًا لدعم جهود إعادة الإعمار، وفقًا لتقرير النسخة التركية من هيئة الإذاعة البريطانية.
جاءت تصريحات أردوغان أثناء حديثه مع مجموعة من الصحفيين الذين رافقوه في رحلة عودته من قمة شارك فيها في القاهرة يوم الخميس.
وأوضح الرئيس أن وزير الخارجية، هاكان فيدان، سيزور دمشق قريبًا، في أعقاب زيارة قام بها رئيس المخابرات التركية، إبراهيم قالين، إلى العاصمة السورية بعد أربعة أيام فقط من سقوط الأسد، حيث التقى بقيادة “هيئة تحرير الشام” التي أطاحت بالأسد في هجوم عسكري في الثامن من ديسمبر.
وقال أردوغان: “هناك العديد من العناصر التي تحتاجها الإدارة الجديدة في سوريا بشكل خاص، ولن نتركهم وحدهم في مواجهة هذه القضايا”.
وأكد أن صياغة دستور شامل وبناء نظام سياسي يؤسس لمستقبل سوريا هما في غاية الأهمية. كما أشار إلى أن حكومته بدأت بالفعل التواصل مع الحكام الجدد لسوريا، بما في ذلك قائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، الذي يستخدم الآن اسمه الحقيقي أحمد الشرع.
وأضاف أردوغان أن تركيا ستسعى لتحسين العلاقات مع سوريا في مجالات التجارة والطاقة والدفاع. وقال: “سنتعاون في مجالات عديدة، من الدفاع إلى التعليم والطاقة. سوريا تواجه حاليًا مشكلات خطيرة في مجال الطاقة، ولكننا سنعمل بسرعة على حل هذه المشكلات.”
ورغم العلاقة العملية التي تجمع أنقرة مع التطورات في سوريا، نفى أردوغان أن يكون لتركيا دور مباشر في الهجوم العسكري الذي أطاح بالأسد، مشيرًا إلى أن فيدان صرح لقناة الجزيرة يوم الأربعاء بأن ما حدث “ليس استيلاءً تركيًا”، كما وصفه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
عودة اللاجئين السوريين
وأشار أردوغان إلى أنه يأمل أن تتيح التطورات في سوريا للاجئين السوريين الذين يعيشون في تركيا، والذين يبلغ عددهم نحو 3 ملايين، العودة طوعًا إلى وطنهم. وقال: “نحن لا نطرد هؤلاء الأشخاص الذين لجأوا إلى بلدنا. نقول لهم: إذا أردتم العودة إلى منازلكم، فعودوا طوعًا. أنتم مرحب بكم هنا، وإذا قررتم العودة إلى وطنكم، يمكنكم ذلك”.
وشدد الرئيس على أن قضية الإسكان في سوريا يجب أن تُحل أولاً لضمان عودة اللاجئين، مضيقا: “يجب إنشاء منازل جديدة، ومناطق صناعية، ومرافق إنتاج وطاقة، ومرافق للزراعة وتربية الحيوانات بسرعة. لقد انهار الاقتصاد السوري أيضًا.”
كما دعا أردوغان المجتمع الدولي إلى رفع الحظر والعقوبات المفروضة على سوريا بسبب نظام الأسد، مشددًا على أهمية إعادة بناء الاقتصاد السوري كخطوة أساسية لدعم الاستقرار في البلاد.