أعاد الأدميرال التركي المتقاعد جهاد يايجي طرح قضية الخلافة الإسلامية من جديد بتصريحات أثارت جدلًا واسعًا في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار يايجي المعروف بعلاقاته الوطيدة مع الرئيس رجب طيب أردوغان إلى وجود قائد روحي يجمع الأرثوذكس المسيحيين تحت مظلة البطريركية المسكونية، في الوقت الذي يفتقر فيه المسلمون إلى وجود خليفة يوحد صفوفهم!
مفهوم “الإيكومينيك” كإشارة إلى الخلافة
في حديثه لصحيفة “ملي غازيته” ذات التوجه الإسلامي، أعرب يايجي عن رفضه استخدام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقب “الإيكومينيك” عند الإشارة إلى بطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول، مشددًا على أن هذا المصطلح يحمل دلالة الزعامة الدينية العالمية، والتي تعادل الخلافة في معناها.
وأوضح يايجي قائلاً: “الإيكومينيك تعني في جوهرها الخلافة. الادعاء بأن هذا المصطلح كان مستخدمًا بمعناه الحالي خلال فترة الحكم العثماني هو ادعاء غير دقيق على الإطلاق. اليوم يُروج لهذا المصطلح وكأنه يعبر عن زعامة عالمية لكل الأرثوذكس، وهو ما يعادل قيادة روحية شاملة.”
وأضاف أن البطريركية المسكونية خلال العهد العثماني كانت مسؤولة فقط عن الأرثوذكس الذين يعيشون داخل حدود الدولة العثمانية، ولم تكن تمتد سلطتها إلى الأرثوذكس في روسيا أو في مناطق أخرى خارج الإمبراطورية.
رفض مقارنة الخلافة بمفهوم الإيكومينيك
وأكد يايجي أن استحضار فكرة استخدام العثمانيين لمصطلح الإيكومينيك لتبرير زعامته اليوم هو أمر “مغلوط وخطير”، مضيفًا: “كما أن تركيا الحديثة لم تعد تحتفظ بمؤسسة الخلافة الإسلامية، فإنه لا ينبغي أن يُسمح باستخدام مفهوم الإيكومينيك بنفس المعنى. لا يمكن أن يكون هناك زعامة دينية عالمية مماثلة.”
وتساءل يايجي قائلاً: “كيف يمكن أن يكون للأرثوذكس قائد روحي يُمثلهم، بينما يفتقر المسلمون إلى مثل هذا القائد؟ هل هذا وضع طبيعي؟”
رسائل مبطنة وإشارات ضمنية
يرى بعض المراقبين أن تصريحات يايجي تحمل رسالة غير مباشرة إلى القيادة السياسية في تركيا، تدعوها إلى إعادة النظر في دورها كقائدة للعالم الإسلامي، خصوصًا بعد غياب مؤسسة الخلافة منذ إلغائها في عام 1924.
وكان الأدميرال المتقاعد جهاد يايجي خطف الأضواء على نفسه بعدما وجه أردوغان من الوراء وهو يعقد مؤتمرا صحفيا ليقول “أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة”، وذلك خلال أحداث ليلة ما سمي في تركيا بـ”محاولة الانقلاب الفاشلة” في 2016.