كشف تقرير خاص نشرته صحيفة “واشنطن بوست” يوم الأحد أن تركيا تعتمد استراتيجيات مشابهة لنموذج مكافحة الإرهاب الأمريكي عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 لاستهداف معارضيها في الخارج، خصوصًا المنتمين إلى حركة الخدمة المرتبطة بالراحل فتح الله كولن.
تفاصيل عملية الاختطاف في كينيا
وفقًا للتقرير، شهدت كينيا في أكتوبر من هذا العام حادثة اختطاف أربعة أتراك من قبل المخابرات الوطنية التركية (MİT) بالتعاون مع السلطات الكينية. هؤلاء الأفراد، الذين كانوا يتمتعون بوضع اللاجئ المعترف به من قِبل الأمم المتحدة، أُعيدوا قسرًا إلى تركيا دون محاكمة، متجاوزين بذلك القضاء الكيني والضمانات الدولية للحماية.
هذه العملية ليست حالة منفردة، بل تأتي ضمن حملة أوسع شنتها تركيا خلال العقد الماضي، حيث نفذت أكثر من 118 عملية اختطاف لمعارضين من 28 دولة، بحسب ما ورد في التقرير.
خلفية الحملة
تصنف تركيا حركة الخدمة، التي استلهمت فكر فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة والذي توفي في أكتوبر الماضي، على أنها “منظمة إرهابية”، وتتهمها بتدبير محاولة انقلاب فاشلة في عام 2016، لكن الحكومات الغربية ومنظمات حقوق الإنسان ترفض هذا التصنيف، مؤكدة أنه لا يوجد دليل يثبت تورط الحركة في أعمال عنف.
مقارنة بالنموذج الأمريكي
وأشار التقرير إلى أوجه الشبه بين أساليب تركيا وأساليب الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب عقب هجمات 11 سبتمبر، بما في ذلك عمليات الترحيل السري، والاحتجاز في مواقع سرية، والتعذيب. وبينما تدافع واشنطن عن هذه الإجراءات باعتبارها “مشروعة”، يرى منتقدون أنها تنتهك معايير حقوق الإنسان وتفتح الباب أمام الأنظمة الاستبدادية لتبني ممارسات مشابهة ضد معارضيها.
دور كينيا وإدانة دولية
تعرضت كينيا لانتقادات شديدة من قبل منظمات حقوق الإنسان بسبب دورها في عملية الاختطاف الأخيرة. ووفقًا للتقرير، تعاونت السلطات الكينية مع المخابرات التركية على الرغم من وضع الضحايا كلاجئين يتمتعون بحماية دولية.
نددت جماعات حقوقية كينية بعمليات الترحيل، مؤكدة أن كينيا كان بإمكانها عرض خيار اللجوء في دولة ثالثة، تماشيًا مع اتفاقية اللاجئين لعام 1951 وبروتوكولات الاتحاد الإفريقي التي تحظر الإعادة القسرية دون مراعاة سلامة اللاجئين.
أمثلة حديثة على الترحيل القسري
سلط التقرير الضوء على حالات حديثة شملت أفرادًا مختطفين من دول أخرى، من بين هؤلاء كوراي فورال، رجل الأعمال التركي الذي اختفى في طاجيكستان في سبتمبر 2023 قبل أن يظهر لاحقًا في الحجز لدى الشرطة التركية. كما اختفت أمثال كوتش في طاجيكستان في يونيو 2023، ليتم العثور عليها في محافظة أرضروم التركية، حيث تواصلت الشرطة مع عائلتها المقيمة هناك.
تركيا والتوسع في القمع العابر للحدود
أشار تقرير أصدرته منظمة فريدوم هاوس عام 2023 إلى أن تركيا أصبحت ثاني أكثر دولة في العالم ممارسة للقمع العابر للحدود. وتشمل الأساليب التي تستخدمها الحكومة التركية ضد معارضيها في الخارج التجسس عبر البعثات الدبلوماسية والمنظمات التابعة للحكومة، وحرمان المنتقدين من الخدمات القنصلية، والترهيب المباشر، وأحيانًا الاختطاف والترحيل غير القانوني.