تشير أبحاث جديدة إلى أن تركيا استمرت في شحن النفط الخام إلى إسرائيل على الرغم من فرض حظر تجاري في مايو بسبب الحرب التي تشنها إلى في غزة، وفقًا لما نقلته ميدل إيست آي يوم الخميس.
وبحسب الباحثين في حملة “أوقفوا تغذية الإبادة الجماعية” بدعم من منظمة “التقدميون الدوليون”، أظهرت بيانات الشحن وصور الأقمار الصناعية أن ناقلة شحنت النفط من ميناء جيهان في جنوب تركيا ونقلته إلى محطة قريبة من “أشكلون” في إسرائيل.
يعد ميناء جيهان نقطة النهاية لخط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان (BTC)، الذي ينقل النفط الخام من أذربيجان. ويمثل النفط المشحون من محطة حيدر علييف في جيهان نحو 30% من واردات إسرائيل من النفط الخام.
وفي 10 نوفمبر، وسط احتجاجات عالمية ضد دور تركيا في تسهيل هذه الشحنات، نفى وزير الطاقة التركي مغادرة أي ناقلات نفط متجهة إلى إسرائيل من ميناء جيهان منذ بدء الحظر.
ومع ذلك، تتحدى الأبحاث الجديدة هذا الادعاء. فقد ذكرت التقارير أن الناقلة Seavigour قامت بتحميل النفط الأذري في جيهان يوم 28 أكتوبر. وعند وصولها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط يوم 30 أكتوبر، أغلقت الناقلة إشارات تتبعها، وظهرت مرة أخرى بعد سبعة أيام قرب صقلية. وأظهرت سجلات الميناء وصول الناقلة إلى صقلية بوزن أخف، مما يشير إلى أنها أفرغت شحنتها بين التوقفين المسجلين.
وباستخدام صور الأقمار الصناعية، رصد الباحثون ناقلة Seavigour وهي ترسو في محطة شركة خطوط الأنابيب الأوروبية الآسيوية (EAPC) بالقرب من أشكلون يوم 5 نوفمبر.
وصرح الباحث في حملة “أوقفوا تغذية الإبادة الجماعية”، فيليكس، لـميدل إيست آي أن هذه الحالة “تمثل فقط قمة الجبل الجليدي فيما يتعلق بالتجارة المستمرة بين إسرائيل وتركيا”. ويعتقد أن العديد من ناقلات النفط قد سلكت مسارات مماثلة منذ فرض الحظر.
وأفادت تقارير سابقة لـميدل إيست آي أن مجموعة الضغط Oil Change International كشفت عن شحنات متعددة من جيهان إلى إسرائيل منذ مايو. وازدادت صادرات أذربيجان النفطية إلى إسرائيل أربعة أضعاف منذ بداية العام، من 523,554 طنًا في يناير إلى 2,372,248 طنًا في سبتمبر.
وذكر مسؤول تركي سابقًا لـميدل إيست آي أن شركة (BP) تبيع النفط لشركات وسيطة خارج سيطرة أنقرة، وأن الناقلات تأخذ النفط “دون إعلان وجهتها النهائية”.
وأشار تقرير استقصائي صادر عن “حظر الطاقة من أجل فلسطين” إلى أن النفط الخام من خط أنابيب BTC يتم تكريره ويُستخدم لتزويد المعدات العسكرية في حرب إسرائيل على غزة. وذكر التقرير أنه إذا قررت محكمة العدل الدولية أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، فقد يُعتبر من يشاركون في الشحنات، بما في ذلك تركيا، متورطين في انتهاك الواجب القانوني بمنع الإبادة الجماعية من خلال تزويد إسرائيل بالوقود.
وقالت فارشا غاندكوتا-نيلوتلا، المنسقة المشاركة لمنظمة “التقدميون الدوليون”، لـميدل إيست آي: “الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة تعتمد على سلسلة إمداد هائلة: الأسلحة من الولايات المتحدة، رحلات الاستطلاع من المملكة المتحدة، التكنولوجيا من الهند، النفط من أذربيجان، والموانئ حول العالم. كل دولة لديها التزام قانوني بمنع الإبادة الجماعية، وكل شحنة وقود تُسمح بها تخرق هذا الالتزام”.
برزت هذه الأدلة الجديدة بعد أن أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أن تركيا ستقطع جميع علاقاتها مع إسرائيل. وفي وقت سابق من هذا الشهر، منعت تركيا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ من استخدام مجالها الجوي لحضور مؤتمر COP29 في أذربيجان.