رفضت إلهام أحمد، الرئيسة المشاركة للجنة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، دعوات أنقرة لنزع سلاح قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، معتبرة أن خصوصية الوضع الأمني في سوريا، واستمرار تهديدات تنظيم “داعش”، تفرضان مساراً مختلفاً يقوم على “الاندماج” ضمن مؤسسات الدولة السورية بدلاً من تفكيك البنية الدفاعية للإدارة الذاتية.
وقالت أحمد في مقابلة مع القسم التركي من شبككة بي بي سي: “الوضع في سوريا يختلف تماماً. قتالنا ضد تنظيم داعش له طبيعة خاصة. التنظيم لا يزال موجوداً، والخطر قائم. لذلك، نحن نتحدث عن عملية اندماج، وليس نزعاً للسلاح“.
أنقرة تضغط إقليمياً: من “الكردستاني” إلى “قسد” و”وحدات الحماية“
تصريحات أحمد جاءت في ظل مساعٍ تركية لتوسيع ديناميات قرار “حزب العمال الكردستاني“ الأخير بالتخلي التدريجي عن السلاح، والذي أعلن عنه في 11 تموز، ليشمل فروعه ومكوناته الإقليمية، وعلى رأسها “قسد” و”وحدات حماية الشعب”. وتعتبر أنقرة هذه الكيانات امتداداً مباشراً للحزب المصنّف إرهابياً من قبلها ومن قبل حلفائها الغربيين.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، خلال وجوده في نيويورك:“أي خطوات خاطئة في هذه المرحلة ستُحدث مخاطر كبيرة. العملية حساسة وهشة، وعلى الجميع أن يتعامل معها بمسؤولية وبناء“.
التنسيق مع تركيا قائم… ولكن بحذر
أقرت أحمد بوجود قناة تنسيق مفتوحة بين الإدارة الذاتية والسلطات التركية، مؤكدة أن الملفات التي تُناقش تشمل الوجود التركي في الأراضي السورية وسبل تخفيف التوتر الأمني. “نحتاج إلى المزيد من الحوار والتنسيق مع تركيا. هناك قضايا تتعلق بوجود تركيا على الأرض السورية، إضافة إلى مسائل أمنية مشتركة يجب مناقشتها“.
هل ينضم قسد للجيش السوري؟
شددت إلهام أحمد على أن الإدارة الذاتية لا تسعى لتشكيل كيان عسكري أو سياسي بديل عن الدولة السورية، بل ترى في “قسد” قوة قادرة على لعب دور في إعادة بناء الجيش السوري الموحد مستقبلاً، شريطة ضمان آليات تقاسم السلطة وحقوق الأقليات ضمن نظام لامركزي.
وقالت بهذا الخصوص: “سوريا ما زالت تواجه تحديات أمنية خطيرة. قوات قسد يمكن أن تكون جزءاً قوياً من الجيش السوري، وتسهم في توفير الأمن والاستقرار في عموم البلاد“.
الاتصالات مع دمشق لم تنهَرْ رغم الخلافات
وفي سياق العملية السياسية، أكدت أحمد أن المحادثات مع دمشق لم تنهَر رغم التوتر الذي شاب اجتماع 9 تموز الماضي، والذي شارك فيه الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، وقائد “قسد” مظلوم عبدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك. الاجتماع كان امتداداً لاتفاق مبدئي وُقّع في 10 آذار، ينص على دمج قسد ضمن الجيش الوطني السوري وإعادة إدماج مناطق الإدارة الذاتية في هيكل الدولة.
وقالت أحمد: “المفاوضات لم تنهَر. من الطبيعي أن تحدث خلافات وسوء فهم في بعض الاجتماعات، خصوصاً أن السوريين لم يتحاوروا مع بعضهم منذ سنوات“.
كما عبّرت عن تفاؤلها بشأن بوادر إيجابية من الطرفين، مجددة دعم الإدارة الذاتية لمشروع حكم لا مركزي يحفظ وحدة الأراضي السورية ويمنح الأقاليم صلاحيات موسعة.

