شهدت قرغيزستان احتجاجات من قبل أولياء الأمور ضد سيطرة وقف “معارف” التركي على مدارس “سابات” الخاصة، التي تعد من أبرز المؤسسات التعليمية التابعة لحركة الخدمة في البلاد منذ عام 1992.
ووجه أولياء الأمور انتقادات حادة لممثلي الوقف خلال اجتماعات عقدت في المدارس التي صادرتها السلطات التركية مؤخرا، حيث وجه ولي أمر قرغيزي سؤالًا محرجًا لممثل وقف “معارف” قائلا: “أنتم تدَّعون أن وقفكم يمتلك 450 مدرسة حول العالم، فكم من هذه المدارس قمتم ببنائها بأنفسكم؟ وما هو عدد المدارس التي صادرتها السلطات التركية ومنحتها إياكم يا ترى؟”، السؤال الذي لاقى تصفيق الحاضرين، بينما بدا ممثل الوقف مرتبكًا وغير قادر على تقديم إجابة واضحة.
رفض قاطع لتواجد وقف “معارف”
في تسجيل آخر تم تداوله، ظهر أحد أولياء الأمور يعبّر عن رفضه الشديد لتواجد الوقف قائلاً: “نحن لا نحتاج إلى وقف معارف. لا نريدكم هنا. نريد شخصًا مثل السيد سردار الذي خدم التعليم في بلادنا بكل إخلاص. لماذا تصرون على القدوم إلينا؟”
وجاءت هذه التصريحات في ظل محاولات ممثلي الوقف تهدئة الأجواء ودعوة الحاضرين إلى الصبر والتفاهم، إلا أن أولياء الأمور ردوا بشكل قاطع أنهم ليسوا بحاجة إلى خدمات وقف معارف الذي أسسه حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لانتزاع مدارس وجامعات حركة الخدمة، إلا أنه لم ينجح في ذلك إلا في الدول التي تعاني من ضعف في مبدأ سيادة القانون مثل الدول الأفريقية عدد محدود من دول وسط آسيا.
الاستيلاء على مدارس سابات
في 30 ديسمبر الماضي، أعلنت الحكومة القرغيزية مصادرة مدارس “سابات”، وأوضحت وزارة العدل أن المصادرة تمت “لأسباب ضرورية”، وأن المدارس ستدار بالشراكة مع وقف معارف التركي.
تأسست مدارس “سابات” في قرغيزستان عام 1992 كجزء من شبكة تعليمية دولية تابعة لحركة الخدمة. وعلى مدار عقود، اشتهرت هذه المدارس بجودة تعليمها. ومع ذلك، أصبحت هذه المؤسسات هدفًا للحكومة التركية بعد اتهام حركة الخدمة بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا عام 2016.