يتوجه وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى واشنطن اليوم الثلاثاء في زيارة رسمية تستمر لمدة يومين، حيث سيجري محادثات مع نظيره الأمريكي، ماركو روبيو، ومسؤولين آخرين، وفقًا لما أوردته وكالة “الأناضول” الرسمية.
وتعد هذه الزيارة أول لقاء وزاري رفيع المستوى بين تركيا والولايات المتحدة منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في يناير الماضي.
تأتي هذه الزيارة بعد أيام من المحادثة الهاتفية الأولى التي جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الأمريكي دونالد ترامب في 16 مارس، والتي وصفها ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، بأنها “رائعة وتحمل تحولًا استراتيجيًا”. ومن المتوقع أن تُمهد هذه الزيارة الطريق لاستقبال أردوغان لاحقًا في البيت الأبيض.
ملفات رئيسية على جدول الأعمال
من المنتظر أن تشمل أجندة المحادثات عددًا من القضايا الثنائية والإقليمية، أبرزها العلاقات التركية-الأمريكية، وتطورات الأزمة السورية، ومساعي تحقيق السلام في الحرب الروسية-الأوكرانية، وملف وقف إطلاق النار في غزة. كما ستشمل المناقشات مستقبل التعاون الدفاعي، خصوصًا فيما يتعلق بطائرات F-35 وF-16، فضلًا عن العقوبات المفروضة على أنقرة بموجب قانون “كاتسا” الأمريكي.
ومن المتوقع أن يؤكد فيدان خلال زيارته على ضرورة رفع العقوبات المفروضة على تركيا بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400، وإعادة النظر في إمكانية انضمامها مجددًا إلى برنامج المقاتلة F-35. وقد أُقصيت تركيا من هذا البرنامج في يوليو 2019، إثر شرائها المنظومة الروسية، مما أثار مخاوف الولايات المتحدة وحلفائها في “الناتو”.
إمكانية رفع العقوبات وبيع مقاتلات F-35
أكدت مصادر أمريكية أن الرئيس ترامب يدرس خيار رفع العقوبات المفروضة على تركيا وبيعها مقاتلات F-35، وذلك عقب محادثته الهاتفية مع أردوغان. وبموجب قانون “كاتسا”، يمتلك الرئيس الأمريكي سلطة واسعة لإنهاء العقوبات أو فرض أخرى إضافية، مع شرط إبلاغ الكونغرس دون منحه حق الاعتراض المباشر. ومع ذلك، فإن بيع مقاتلات F-35 يتطلب إجراءات تشريعية أكثر تعقيدًا، بما في ذلك موافقة لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين.
ملف سوريا ومساعي التعاون في مكافحة الإرهاب
سيشكل الوضع في سوريا محورًا رئيسيًا في المباحثات، حيث يسعى فيدان إلى تعزيز التعاون التركي-الأمريكي في القضايا الأمنية والإنسانية. وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن أنقرة ستدعو واشنطن إلى رفع العقوبات التي تعيق جهود الإغاثة وإعادة الإعمار في سوريا، مع التركيز على التنسيق المشترك لمكافحة تنظيم “داعش” وتحسين الأوضاع الأمنية في المخيمات التي تضم عناصر التنظيم وعائلاتهم.
كما ستؤكد أنقرة على موقفها الحازم من ضرورة تفكيك حزب العمال الكردستاني (PKK) وذراعه السوري وحدات حماية الشعب (YPG)، اللذين ينضويان تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، وهو ملف حساس في العلاقات بين البلدين.
الدور التركي في إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية ووقف إطلاق النار في غزة
من بين الملفات الهامة التي سيطرحها فيدان، الدور التركي في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، حيث ستؤكد تركيا التزامها بدعم الجهود الدبلوماسية الأمريكية لإنهاء الصراع، وتعزيز مكانتها كوسيط دولي في الأزمات الإقليمية.
أما فيما يتعلق بالأوضاع في غزة، فمن المتوقع أن يدعو فيدان الإدارة الأمريكية إلى ممارسة ضغوطها على إسرائيل من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في القطاع.
تأتي هذه الزيارة في وقت حساس يشهد فيه المشهد الدولي تحولات كبرى، مما يجعل نتائجها محط اهتمام واسع لما قد تحمله من تغييرات في مسار العلاقات بين أنقرة وواشنطن، سواء على الصعيد الثنائي أو في الملفات الإقليمية والدولية الشائكة.

