أكد عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK) المسجون، على أهمية تعزيز روابط الأخوة بين الأتراك والأكراد، معتبراً ذلك مسؤولية تاريخية ملحّة يجب أن تضطلع بها جميع الشعوب.
جاء ذلك خلال لقاء نادر جمع أوجلان بممثلين عن حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب في جزيرة إمرالي قرب مدينتي إسطنبول وبورصة، حيث يقضي عقوبته، وفقاً لبيان أصدره الحزب يوم الأحد.
ونقل الوفد عن أوجلان قوله: “إعادة بناء الأخوة التركية الكردية ليست مجرد مسؤولية تاريخية، بل هي أيضاً ضرورة ملحة تمس جميع الشعوب”.
وطالب أوجلان بإجراء النسخة الجديدة من مفاوضات السلام الرامية إلى حل القضية الكردية في تركيا تحت ضوء وعلم البرلمان بشكل قانوني، على عكس النسخة السابقة الفاشلة التي جرت بين حزب العمال الكردستاني وحزب العدالة والتنمية الحاكم خلف الأبواب المغلقة.
وقد وافقت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان مؤخراً على طلب الحزب بلقاء أوجلان، الذي أسس حزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية من قبل تركيا وحلفائها الغربيين.
وتأتي هذه الزيارة بعد شهرين من دعوة وجهها دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية (MHP)، إلى أوجلان للتخلي عن العنف وحل حزب العمال الكردستاني، وهي دعوة حظيت بدعم أردوغان.
وفي هذا السياق، صرح أوجلان قائلاً: “لدي الكفاءة والإرادة للمساهمة بشكل إيجابي في النموذج الجديد الذي بدأه السيد بهجلي والرئيس أردوغان”، مؤكدًا أن الوفد الزائر سيقوم بنقل وجهة نظره إلى المسؤولين الحكوميين وأصحاب القرار السياسي.
وختم أوجلان بالقول: “بناءً على ذلك، أنا مستعد لاتخاذ الخطوات الإيجابية اللازمة وتوجيه النداء المناسب.”
تأتي هذه التصريحات في إطار حساس من العلاقة بين الدولة التركية والأقلية الكردية، حيث يُنظر إلى تصريحات أوجلان كفرصة قد تسهم في تحقيق المصالحة وإعادة بناء جسور الثقة. ومع ذلك، تبقى التحديات قائمة، نظراً للتاريخ الطويل من الصراع وعمق الفجوة بين الأطراف المختلفة.