ادعى المتمردون الحوثيون في اليمن، الثلاثاء، مسؤوليتهم عن هجوم صاروخي استهدف سفينة يملكها شريك لرئيس الوزراء التركي السابق بن علي يلدريم، وهو حليف مقرب من الرئيس رجب طيب أردوغان، مستندين إلى أنشطة الشركة التجارية المستمرة مع إسرائيل كمبرر للهجوم.
استهدفت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، يوم الاثنين، السفينة “أناضولو إس” التي تحمل علم بنما وتديرها شركة أوراس للشحن ومقرها إسطنبول، عبر ضربتين صاروخيتين في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأوضحت التقارير أن الهجمات التي أخطأت هدفها كانت مدفوعة بمزاعم بأن مالكي السفينة يتاجرون مع إسرائيل، رغم المواقف العلنية المناهضة لإسرائيل التي تتبناها الحكومة التركية.
تأتي الهجمات في إطار حملة أوسع للحوثيين تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر، والتي بدأت بعد إعلان الجماعة حظرًا على الشركات التي تتعامل مع إسرائيل في مايو 2024. وقد دفعت هذه الحملة السلطات البحرية الدولية إلى تعزيز التدابير الأمنية في المنطقة.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، إن السفينة “أناضولو إس” انتهكت الحظر المعلن على الشركات التي تتاجر مع الموانئ الإسرائيلية.
أفاد مركز المعلومات البحرية المشترك، وهو فريق بحري متعدد الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، أن السفينة كانت تبحر بالقرب من ميناء المخا اليمني ومن ثم جنوب شرق عدن، دون أن تصاب بأذى أو تسجل أي إصابات بين طاقمها. واستمرت السفينة في رحلتها بعد تفادي الهجمات.
الشركة المالكة وأعمالها التجارية مع إسرائيل
شركة أوراس للشحن، التي تدير السفينة “أناضولو إس”، مملوكة لصالح زكي شاكر، وهو شريك مقرب لرئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم. شاكر يُعرف بكونه مالك سفن عمل سابقًا مع يلدريم قبل دخوله الحياة السياسية.
تم ربط شاكر بمشاريع أخرى يُزعم أنها أجرت أنشطة تجارية مع إسرائيل. وكشفت وثائق أن شركة أوراس للشحن مرتبطة بشركة “نوفا واريور ليمتد”، وهي كيان خارجي تأسس في مالطا بواسطة نجل يلدريم، أركام يلدريم.
الانتقادات للحكومة التركية
تواجه الحكومة التركية، التي تتخذ مواقف صارمة ضد إسرائيل وتدين عملياتها في غزة، اتهامات بالنفاق. وكشف الصحفي الاستقصائي متين جيهان عن بيانات تظهر استمرار السفن المملوكة لأتراك في التجارة مع الموانئ الإسرائيلية أثناء ذروة الهجمات الإسرائيلية على غزة.
ورغم إعلان الحكومة التركية وقف التجارة مع إسرائيل في مايو 2024، تشير البيانات المفتوحة إلى أن السفن الإسرائيلية لا تزال تزور الموانئ التركية، بينما ارتفعت الصادرات إلى الأراضي الفلسطينية، مما يشير إلى احتمال إعادة توجيه البضائع الموجهة لإسرائيل عبر فلسطين.
انتقد النقاد شركة أوراس للشحن بسبب التناقض الواضح بين تورطها في شحنات بملايين الدولارات لإسرائيل وترويجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتبرعاتها الغذائية للفلسطينيين في غزة.