أصدر مركز ستوكهولم للحريات (SCF)، وهو منظمة حقوقية مقرها السويد، تقريرًا يوثق تصاعد خطاب الكراهية في الإعلام التركي ضد حركة الخدمة بعد وفاة قائدها الروحي فتح الله كولن في أكتوبر بالولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى أن هذا الخطاب يعكس توجهاً منهجياً يهدف إلى شيطنة كولن وحركة الخدمة، مستمدًا دعمه من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
عملية الشيطنة
وأوضح التقرير أن وسائل الإعلام التركية، وبتوجيه من الخطاب الرسمي، تبنت لغة عدائية تستهدف حركة الخدمة، مع تجاهل تام للموضوعية التي تميز تغطية الإعلام الغربي.
واستشهد التقرير بتصريحات أردوغان التي وصف فيها كولن وأتباعه بـ”إبليس” و”قطيع الضباع”، وهي أوصاف انتشرت سريعًا في وسائل الإعلام الموالية للحكومة.
مقارنة بين الإعلام التركي والغربي
أبرز التقرير الاختلاف الجذري بين اللغة المستخدمة في الإعلام التركي والخطاب الإعلامي في الغرب، حيث وصف صحفيون بارزون، مثل ديميتريس إكونومو وأكيس بافلوبولوس من اليونان، لغة الإعلام التركي بأنها غير مسبوقة وصادمة، معتبرين أن هذه اللغة تعكس مستوى مقلقًا من التحريض والكراهية.
قمع الأصوات المختلفة
لفت التقرير إلى أن الحكومة التركية لم تكتفِ بالترويج لخطاب الكراهية عبر وسائل الإعلام، بل شنت حملة قمع تستهدف الأصوات التي تتبنى مواقف مختلفة، حيث قامت السلطات بفتح تحقيقات ضد من يعبر عن رأي مغاير، إلى جانب فرض رقابة مشددة على وسائل التواصل الاجتماعي لاحتواء أي تعبيرات لا تتماشى مع الرواية الرسمية.
أهداف خطاب الكراهية
بحسب التقرير، فإن خطاب الكراهية الذي تروج له حكومة أردوغان يهدف إلى جعل حركة الخدمة كبش فداء، مما يسهم في شرعنة الانتهاكات ضد أعضائها.
واستدل التقرير على نجاح هذه الاستراتيجية بالصمت المجتمعي على الممارسات غير القانونية التي طالت العديد من الأشخاص، حتى من قِبل أفراد أسرهم، بعد محاولة الانقلاب في 15 يوليو.
جريمة الترحم على كولن!
شدد التقرير على أهمية توثيق جميع أشكال خطاب الكراهية ضد أعضاء حركة الخدمة في الخارج، وتقديمها للجهات الرسمية في الدول التي يعترَف فيها بخطاب الكراهية كجريمة قانونية.
وكانت السلطات التركية اعتقلت رئيس تحرير صحيفة “يني آسيا” ذات التوجه الإسلامي كاظم كولتشيوز لنشره تعزية في وفاة فتح الله كولن، إلا أن محكمة التمييز قررت الإفراج عنه بعد حوالي شهر من السجن.
كذلك فرضت الهيئة العليا للإذاعة والتلفزيون التركية (RTÜK) غرامة على موقع “بورصا دا بوجون” الإخباري، عقب تصريحات أدلت بها المذيعة أيسين كومتجان، قدمت فيها تعازيها في وفاة كولن خلال بث مباشر، مما تسبب أيضًا فصلها من عملها.
كما أن السلطات الأمنية شنت عملية الشهر الماضي ضد متعاطفين مع حركة الخدمة احتجزت خلالها أكثر من 500 شخص مدني بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية رغم غياب أي جريمة مادية مسندة إليهم.
واعتبر مراقبون معاقبة مجرد الترحم على فتح الله كولن دليلاً آخر على مدى الشيطنة التي يتعرض لها كولن وأتباع حركة الخدمة على يد الحكومة،
دور مركز ستوكهولم للحريات
أُسس مركز ستوكهولم للحريات عام 2017 في العاصمة السويدية من قِبل صحفيين أتراك منفيين بهدف تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا من خلال نشر التقارير والأخبار باللغة الإنجليزية.
وقد حظيت أعمال المركز بتغطية إعلامية واسعة من قِبل وسائل إعلام عالمية بارزة مثل “واشنطن بوست” و”سي إن إن إنترناشونال” و”ذا غارديان”، كما تُستخدم تقاريره من قِبل مؤسسات حكومية وأكاديمية حول العالم.