أعلنت وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية، ماهينور أوزدمير غوكطاش، عن خطط لتطبيق نظام جديد يُسمى “الهوية الرقمية” يهدف إلى تحديد هوية المستخدمين دون سن 16 عامًا، بغية حماية القُصّر من التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضحت الوزيرة أن النظام الجديد سيُساعد منصات التواصل الاجتماعي ومنتجي الألعاب الرقمية على التحقق من أعمار المستخدمين بدلاً من فرض حظر شامل. وسيكون التركيز على وضع حد أدنى للعمر يبلغ 16 عامًا للوصول إلى المنصات، على أن يتم تنفيذ النظام تدريجيًا بمساهمة خبراء لضمان فعاليته.
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود عالمية مشابهة لتنظيم استخدام الإنترنت بين الأطفال. فبحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، أصدرت فرنسا العام الماضي تشريعًا يمنع وصول الأطفال دون 15 عامًا إلى وسائل التواصل الاجتماعي دون موافقة الوالدين. ومع ذلك، أظهرت الأبحاث أن قرابة نصف المستخدمين تمكنوا من تجاوز الحظر باستخدام شبكات افتراضية خاصة.
من جانبها، تستعد أستراليا لحظر وصول الأطفال دون 16 عامًا إلى منصات التواصل، بعد أن أقر برلمانها الشهر الماضي قوانين تُعتبر من بين الأكثر صرامة في العالم، حيث قد تواجه شركات التكنولوجيا غرامات تصل إلى 50 مليون دولار أسترالي (32.5 مليون دولار أمريكي) في حال عدم الامتثال.
كما تعهدت النرويج بالسير على خطى أستراليا، بينما أشار وزير التكنولوجيا في المملكة المتحدة إلى أن فرض حظر مشابه “مطروح على الطاولة”، لكنه أكد لاحقًا أن التنفيذ “ليس في الوقت الحالي”.
في تركيا، تُعَد هذه المبادرة جزءًا من سلسلة جهود سابقة لتنظيم استخدام الإنترنت بين الأطفال، مثل خدمة “الإنترنت الآمن” التي تم إطلاقها عام 2011 لحمايتهم من المحتوى الضار. ومع ذلك، وجه الخبراء انتقادات لهذه الجهود واعتبروها غير كافية، داعين إلى حلول أكثر فعالية لضمان سلامة الأطفال على الإنترنت.
وفي أكتوبر الماضي، فرضت تركيا حظرًا على تطبيق المراسلة الشهير “ديسكورد” بعد اتهامات باستخدامه في ارتكاب جرائم تتعلق باستغلال الأطفال والابتزاز والتحرش عبر الإنترنت. وجاء الحظر بقرار من محكمة أنقرة بناءً على طلب من مكتب المدعي العام، الذي أشار إلى وجود “أدلة كافية” على ارتكاب جرائم مثل “الاعتداء الجنسي على الأطفال والفحش” عبر المنصة، وفقًا لوزير العدل يلماز تونتش.
يُشار إلى أن حجب الوصول إلى مواقع الويب ومنصات التواصل الاجتماعي يُعتبر أمرًا متكررًا في تركيا، حيث تعرضت منصات مثل إكس ويوتيوب وفيسبوك وإنستغرام لحظر مؤقت في عدة مناسبات. وفي أغسطس الماضي، تم حظر منصة الألعاب الشهيرة “روبلوكس” بسبب مخاوف تتعلق بسلامة الأطفال.