تجري تركيا مفاوضات لشراء 12 طائرة نقل عسكرية مستعملة من طراز C-130J Super Hercules من القوات الجوية الملكية البريطانية (RAF)، في مسعى لتعزيز قدراتها في مجال النقل العسكري.
قامت القوات الجوية الملكية البريطانية بإحالة هذه الطائرات للتقاعد في عام 2022، حيث عرضتها بدايةً على اليونان، إلا أن الأخيرة رفضت العرض بعد أن قررت فرقها الفنية أن الطائرات بحاجة إلى عمليات صيانة مكثفة ومكلفة بسبب حالتها وعمرها، بحسب صحيفة “كاثيميريني” اليونانية.
وفقًا لما أورده موقع الطيران الهولندي، وافقت تركيا على شراء الطائرات الـ12 المتقاعدة مقابل 740 مليون دولار أمريكي.
قدرات الطائرة وتاريخها التشغيلي
تم تطوير الطائرات C-130J Super Hercules من قبل شركة “لوكهيد مارتن”، ودخلت الخدمة لأول مرة عام 1999 كترقية كبيرة للنماذج السابقة، مع تحسينات شملت الأنظمة الإلكترونية وأداء الطائرة. وتستخدم هذه الطائرات على نطاق واسع عالميًا في النقل العسكري، حيث يمكنها أداء مهام متعددة مثل الدعم اللوجستي، والعمليات الجوية، والمساعدات الإنسانية، والإخلاء الطبي الطارئ.
وخدمت الطائرات التابعة لسلاح الجو البريطاني بشكل مكثف في العراق وأفغانستان قبل تقاعدها، حيث شاركت في مهام الدعم القتالي والإجلاء الطبي. وتتميز الطائرة بأنظمة دفاعية متقدمة تشمل أجهزة استقبال للتحذير من الرادار، وأنظمة للكشف عن الصواريخ، وإجراءات مضادة لزيادة البقاء في البيئات المعادية.
تعزيز القدرات الجوية التركية
يُتوقع أن تلعب هذه الطائرات دورًا حيويًا في تعزيز قدرات النقل الاستراتيجي والدفاعي لتركيا، خاصة في العمليات المشتركة مع حلف الناتو والقوات المتحالفة.
وتدير القوات الجوية التركية بالفعل أسطولًا من طائرات C-130 من طرازات B وE، يتمركز في محافظة قيصري ضمن سرب النقل الجوي الـ222، ويعد هذا الأسطول العمود الفقري للعمليات التكتيكية والاستراتيجية للنقل الجوي التركي.
تتزامن هذه الصفقة مع برنامج تحديث ضخم يعرف باسم برنامج إرجييس (ERCIYES)، الذي يهدف إلى ترقية 19 طائرة من طرازات C-130E وC-130B. يشمل البرنامج استبدال الأنظمة الإلكترونية، وتكامل نظام إدارة الطيران الوطني، وإضافة أنظمة ملاحة واتصال متقدمة.
كما أسهم تركيز تركيا على تعزيز قابلية التشغيل البيني مع قوات الناتو والحلفاء في تحسين قدرات أسطول النقل. ومن خلال دمج شبكة البيانات التكتيكية Link-16، أصبحت طائرات C-130 قادرة على التواصل ومشاركة البيانات بسلاسة مع طائرات أخرى مثل طائرات الإنذار المبكر E-7T والطائرات المقاتلة الحديثة F-16، مما يوفر ميزة حاسمة في العمليات المشتركة.
تعاون أوسع مع المملكة المتحدة
إضافة إلى صفقة طائرات C-130J، تتفاوض تركيا والمملكة المتحدة في مجالات دفاعية أوسع، تشمل محادثات حول شراء مقاتلات Eurofighter Typhoon. اكتسبت هذه المناقشات زخمًا بعد موافقة ألمانيا على تصدير المقاتلات إلى تركيا.
تشمل المحادثات أيضًا عرض تركيا بيع طائرات التدريب (Hürjet) إلى القوات الجوية الملكية البريطانية. وقد تم تفقد هذه الطائرة مؤخرًا من قبل وزير الدفاع البريطاني، حيث تُعتبر بديلاً محتملاً لطائرات التدريب البريطانية Hawk T2 التي تواجه انتقادات بسبب تقادمها وانخفاض موثوقيتها.
إلى جانب ذلك، يجري استكشاف تعاون محتمل في أنظمة الدفاع البري. وقد عرضت تركيا مركبات مدرعة من إنتاج شركة نورول ماكينة على الجيش البريطاني، مع إمكانية إنتاجها محليًا داخل المملكة المتحدة لتعزيز العلاقات الثنائية.
أهمية التعاون التركي-البريطاني
يعكس هذا التعاون المتنامي الدور المتزايد لتركيا كدولة مشترية وبائعة في سوق الدفاع العالمي، حيث تسعى إلى تعزيز قدراتها الجوية والبرية مع توطيد شراكاتها مع حلفاء الناتو، مثل المملكة المتحدة.
وتُظهر هذه الجهود سعي تركيا إلى تحقيق توازن بين تطوير برامجها المحلية مثل المقاتلة الوطنية كاآن (KAAN)، وبين تعزيز تعاونها الدولي في مجالات الدفاع الحيوية.