أعلن الصحفي المنفي أرك أجارر عن مقتل جميل أونال، محاسب خليل فاليالي، أحد أبرز أقطاب المراهنات غير القانونية في قبرص التركية، في أحد فنادق مدينة لاهايالهولندية.
وأفاد أجارر بأن أونال تعرّض لوابل من الرصاص، قائلاً: «بوم! جميل أونال، المحاسب السابق لخليل فاليالي، والذي فجّر قنابل مدوية في مقابلاته الأخيرة، قُتل في فندق بلاهاي بعد أن اخترق جسده وابل من الرصاص».
حتى الآن، لم تصدر السلطات الهولندية أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي الحادث.
تفاصيل الحادث بحسب الإعلام الهولندي
بحسب تقارير إعلامية محلية، وقع إطلاق نار قبل الساعة السادسة مساءً في شرفة أحد الفنادق بمنطقة رايسفايك جنوب هولندا.
أكد مالك الفندق لقناة Omroep West أن الضحية تعرّض لإطلاق نار من مسافة قريبة، بينما التقطت كاميرات المراقبة مشاهد للجاني وهو يفرّ راكضًا بعد تنفيذ الجريمة.
قال شاهد عيان: “سمعت ثلاث طلقات نارية، ثم رأيت رجلاً يحمل مسدسًا عند خصره قبل أن يفرّ عبر المنتزه القريب من الفندق“.
تواصل الشرطة الهولندية البحث عن الجاني المسلح الذي لم يتم التعرف عليه حتى اللحظة.
من هو جميل أونال؟ ولماذا كان هدفًا؟
جميل أونال كان يشغل منصب مدير الشؤون المالية لدى خليل فاليالي، رجل الأعمال القبرصي التركي المثير للجدل والذي لقي مصرعه في فبراير 2022 بعد أن اخترق جسده 16 رصاصة في كمين مسلح.
اتهم أونال بإدارة عمليات غسل أموال تتضمن ملايين الدولارات من أرباح المراهنات غير القانونية، إلى جانب تورطه المحتمل في مقتل فاليالي.
بعد اغتيال الأخير، فرّ أونال إلى هولندا، حيث اعتُقل عام 2023 وكان يُنتظر تسليمه إلى تركيا، إلا أنه أصبح “شاهدًا متعاونًا“ وقدّم 120 صفحة من الشهادات لأجهزة الاستخبارات الهولندية والأمريكية، ما أدى إلى إطلاق سراحه في 25 مارس.
اعترافات خطيرة عن “إمبراطورية الشريط” وابتزاز سياسي
في مقابلات مع الصحفيين جوهري جوفين وعائشمدن أكين، كشف أونال أن فاليالي امتلك أرشيفًا يحتوي على 45 شريط فيديو ابتزازي، يتضمن بعضها تسجيلات لسياسيين أتراك رفيعي المستوى في أوضاع محرجة أو غير قانونية.
وأوضح أن 40 من هذه الأشرطة وصلت إلى جهات رسمية، بينما لا يزال مصير 5 منها مجهولًا.
كما شدد على أنه “غير متورط في مقتل فاليالي“، وأنه يخشى على حياته في حال أُعيد إلى تركيا.
خيوط تصل إلى أعلى المستويات: اتهامات تربك السلطة
اتهم رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزجور أوزيل شخصيات حكومية بارزة، من بينهم ياسين أكرم سيريم، السفير التركي السابق في نيقوسيا ونجل مقصود سيريم، المقرب من أردوغان والمسؤول عن إدارة “الميزانيات السرية” سابقا.
وصرّح أوزيل قائلاً: “سألت أردوغان: ما علاقة سفيرنا في قبرص بقيادات الجريمة المنظمة؟ ولم يجب. لكن جميل أونال قال كل شيء، وعلينا أن نجد مدعيًا عامًا شجاعًا يتعامل مع هذه الحقائق”.
كواليس صحفية: “فاليالي إمبراطورية الظل“
نشرت صحيفة Bugün Kıbrıs تقريرًا موسعًا بقلم عائشمدن أكين بعنوان: “5 فيديوهات تلاحقها المخابرات: شبكة علاقات قذرة تخترق الدولة من أعلى المستويات“
جاء في التقرير: “خلف مقتل فاليالي، لا تقف فقط أموال وشبكات رهان غير قانونية، بل إمبراطورية مافيوية متشابكة مع عناصر استخباراتية ونفوذ يمتد إلى أعماق أجهزة الدولة“.
رد رسمي تركي: “مزاعم ملفقة ومضللة“
في أعقاب الضجة التي أثارتها التصريحات والاتهامات التي طالت وزير الخارجية هاكان فيدان أيضًا، أصدرت رئاسة دائرة الاتصال التركية – مركز مكافحة التضليلبيانًا نفت فيه وجود أي علاقة بين تغييرات السلك الدبلوماسي والادعاءات المثارة.
بدورها، أكدت وزارة الخارجية التركية أن “الادعاءات بحق الوزير غير صحيحة، ولا تستند إلى أي أدلة، وسيُتخذ الإجراء القانوني اللازم بحق من يروج لها“.

