واجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان احتجاجات بسبب مزاعم استمرار شحنات النفط الخام من تركيا إلى إسرائيل على الرغم من الحظر الذي أُعلن في مايو ردًا على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وذلك خلال كلمته في منتدى النسخة الإنجليزية لقناة تي آر تي الرسمية في إسطنبول.
اتهم المحتجون أردوغان بالنفاق، وصاحوا قائلين: “الصهاينة يواصلون عملياتهم في بحارنا وموانئنا، والسفن تنقل القنابل إلى غزة”، ليرد أردوغان قائلاً: “لا تكونوا صوتًا للصهاينة. مهما حاولتم الاستفزاز، فلن تنجحوا. الصهاينة في جميع أنحاء العالم يعلمون جيدًا موقف رجب طيب أردوغان.”
سلط الاحتجاج الضوء على تنامي الاستياء تجاه سياسات تركيا بشأن إسرائيل، حيث جاءت في ظل اتهامات بأن سفنًا تنقل بضائع إلى إسرائيل، بما في ذلك المتفجرات، تستخدم الموانئ التركية، بالإضافة إلى تقارير جديدة تشير إلى استمرار شحنات النفط من ميناء جيهان التركي لتزويد إسرائيل.
وكشفت تحقيقات أجرتها حملة “أوقفوا تغذية الإبادة الجماعية” بدعم من منظمة “التقدميون الدوليون” أن ميناء جيهان جنوب تركيا يواصل شحن النفط الخام إلى إسرائيل. وقد قام الباحثون بتحليل بيانات الشحن وصور الأقمار الصناعية وسجلات الموانئ لتتبع حركة الناقلات، مثل السفينة “سي فيغور” التي يُزعم أنها قامت بتحميل النفط الخام الأذربيجاني في ميناء جيهان يوم 28 أكتوبر.
وأغلقت السفينة نظام تتبعها بعد دخولها البحر المتوسط الشرقي في 30 أكتوبر، ثم ظهرت مجددًا بالقرب من صقلية بعد أسبوع، بعد تفريغ حمولتها. وأكدت صور الأقمار الصناعية أن السفينة رست في محطة شركة EAPC بالقرب من أشكلون في إسرائيل يوم 5 نوفمبر.
تتناقض هذه الأدلة مع تصريحات وزير الطاقة التركي الذي نفى مغادرة أي ناقلات متجهة إلى إسرائيل من ميناء جيهان منذ بدء الحظر.
ويُعد ميناء جيهان نقطة النهاية لخط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان الذي ينقل النفط الخام من أذربيجان. ويشكل النفط من هذا الخط نحو 30% من واردات إسرائيل من النفط الخام. وشهدت صادرات أذربيجان النفطية إلى إسرائيل ارتفاعًا كبيرًا منذ بداية العام، حيث تضاعفت أربع مرات من 523,554 طنًا في يناير إلى 2,372,248 طنًا في سبتمبر.
وقد أثارت هذه النتائج مطالب متجددة بالمحاسبة، حيث أكدت جماعات حقوقية مثل “تغيير النفط العالمي” ومنظمات أخرى أن النفط الخام من خط الأنابيب هذا يُكرر ويُستخدم لتشغيل المعدات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك عملياتها في غزة.
ويحذر التقرير من أنه إذا قررت محكمة العدل الدولية أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، فإن الجهات المتورطة في تزويد الوقود قد تُعتبر متواطئة في الإخفاق في منع الإبادة الجماعية.
وعلى الرغم من الخطاب القوي الذي يتبناه أردوغان ضد إسرائيل، يتهمه منتقدون بتسهيل تجارة تقوض موقفه العلني.
وتظهر الاحتجاجات في منتدى TRT World تنامي الإحباط داخل تركيا بشأن التناقضات في سياسات أنقرة. ويطالب الناشطون والجماعات الحقوقية بتطبيق الحظر لضمان اتساق سياسات تركيا مع دعمها المعلن للقضية الفلسطينية.