وصف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الإثنين، الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد على يد فصائل مدعومة من أنقرة بأنها “استحواذ غير ودي” من قِبل تركيا، حليف الولايات المتحدة، وذلك وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وفي تصريحاته من مقر إقامته بولاية فلوريدا، قال ترامب: “أعتقد أن تركيا تصرفت بذكاء… لقد قامت بعملية استحواذ غير ودية دون إزهاق الكثير من الأرواح. أستطيع أن أقول إن الأسد كان جزارًا، وما فعله بالأطفال أمر شنيع”.
جاءت تصريحات ترامب بعد أن أجبرت حملة عسكرية خاطفة، قادتها الفصائل الإسلامية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (HTS) المدعومة من تركيا، الرئيس السوري بشار الأسد على الفرار إلى روسيا. وقد استطاعت تلك الفصائل السيطرة على المدن واحدة تلو الأخرى، وصولًا إلى العاصمة دمشق، مما أدى إلى انهيار حكم الأسد بشكل مفاجئ، الأمر الذي أثار دهشة العالم أجمع.
هذا التطور التاريخي أحدث موجة من الاحتفالات داخل سوريا وخارجها، خصوصًا بعد سنوات من القمع العنيف الذي مارسه الأسد ضد المظاهرات المطالبة بالديمقراطية في عام 2011، والذي تسبب في اندلاع واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن الحالي.
وتُعد هيئة تحرير الشام امتدادًا لتنظيم القاعدة في سوريا، وهي مصنفة كمنظمة إرهابية من قِبل العديد من الحكومات الغربية. وعلى الرغم من ذلك، سعت الهيئة في الآونة الأخيرة إلى تخفيف خطابها المتشدد وأعلنت التزامها بحماية الأقليات الدينية في البلاد.
وفي سياق متصل، نفّذت تركيا ضربات عسكرية داخل الأراضي السورية وأعربت عن استعدادها لتقديم الدعم العسكري للحكومة الجديدة التي شكلها قادة الفصائل الإسلامية. وأكدت أنقرة أن أولويتها الرئيسية في سوريا تتمثل في القضاء على المقاتلين الأكراد الانفصاليين، وهو هدف يتوافق مع توجهات الحكومة الجديدة.