في خطوة غير مسبوقة، أطلق الجيش الإسرائيلي حسابات رسمية باللغة التركية على منصتي التواصل الاجتماعي “إكس” و”تيليغرام”، معلنًا أن الهدف من هذه الخطوة هو تقديم “تحديثات موثوقة وفورية” حول التطورات العسكرية في المنطقة، وفقًا لما أفاد به موقع “ديكن” الإخباري يوم الأربعاء.
حملة إعلامية موجهة للجمهور التركي
ظهر في أول مقطع فيديو منشور على حساب الجيش الإسرائيلي في “إكس” أحد عناصر الجيش متحدثًا باللغة التركية، قائلًا: “مرحبًا، تركيا. أهلاً بكم في الحساب الرسمي للجيش الإسرائيلي على منصة إكس. سنستخدم هذه المنصة لنقل التطورات في المنطقة بشكل موثوق وفوري. تابعونا.”
كما تضمنت صورة الغلاف للحساب مشهدًا لجنود إسرائيليين يؤدون التحية أمام العلمين التركي والإسرائيلي، في محاولة واضحة لاستمالة الجمهور التركي.
خلفيات مثيرة للجدل حول القائم على الحملة
أعلن عن إطلاق الحساب الناطق بالتركية آرييه شاليكار، وهو يهودي من أصول فارسية وُلد في ألمانيا وعمل متحدثًا باسم الجيش الإسرائيلي سابقًا. وقد أثارت خلفيته اهتمامًا متجددًا، خاصةً مع تصاعد الجدل حول دوافع إسرائيل من هذه الخطوة.
ووفقًا لتقرير نشره موقع The Times of Israel عام 2013، كان شاليكار متورطًا في أنشطة إجرامية خلال شبابه، حيث أسس عصابة “برلين كرايم” للجرافيتي وأخفى دراسته عن أعضاء العصابة. وفي مقابلة سابقة، أقر بأنه كان جزءًا من عالم الجريمة، قائلًا: “تورطت في الجريمة وانضممت إلى حياة العصابات، فعلت كل ما تفعله العصابات.”
من جهته، ذكر تقرير لصحيفة Tagesspiegel الألمانية أن شاليكار قاد إحدى العصابات في عالم الجريمة في برلين، وكان متورطًا في عمليات طعن وتهريب مخدرات، كما أنه لم يكن يخرج من منزله في سن السابعة عشرة دون سلاح ناري أو سكين أو مفاصل حديدية. وقد وصف نفسه بأنه “صهيوني متطرف”.
انتقادات واسعة وتساؤلات حول الأهداف
أثار توسع الجيش الإسرائيلي في الإعلام الناطق بالتركية موجة من الانتقادات، حيث تساءل العديد من المستخدمين على منصة “إكس” عن الدوافع الحقيقية لهذه الحملة، خاصةً في ظل تصاعد الغضب الشعبي في تركيا إزاء الحرب على غزة.
ومنذ الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة حماس داخل إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، صعّدت إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقد تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 48,400 شخص. في هذا السياق، خلصت منظمات حقوقية دولية مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش إلى أن ما ترتكبه إسرائيل في غزة يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
هذه التطورات تثير تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تسعى من خلال حساباتها التركية إلى تحسين صورتها أمام الجمهور التركي، أو اختراق الرأي العام المعارض لها، في وقت تشهد فيه العلاقات بين أنقرة وتل أبيب توترًا غير مسبوق بسبب الموقف التركي الحاد من الحرب في غزة، وربما بسبب المصالحة الكردية التي أقبلت عليها تركيا في الشهور الأخيرة، الخطوة التي تسحب ورقة الأكراد من إسرائيل التي تلعب عليها في المنطقة عموما، بحسب مراقبين.

