أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتصالات هاتفية مع نظيريه التركي هاكان فيدان والهنغاري بيتر سيارتو، عقب القمة التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا، والتي انتهت دون التوصل إلى اتفاق سلام بشأن أوكرانيا، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
تفاصيل الاتصال الروسي – التركي
وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن الاتصال بين لافروف ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان جاء بمبادرة من أنقرة، حيث تبادل الطرفان وجهات النظر حول نتائج لقاء بوتين – ترامب الذي عُقد في 15 أغسطس بقاعدة “إلمندورف–ريتشاردسون” العسكرية في مدينة أنكوراج.
تركيا، التي تسعى منذ اندلاع الحرب إلى الحفاظ على توازن دقيق بين عضويتها في حلف الناتو وعلاقاتها الوثيقة مع كل من روسيا وأوكرانيا، تحاول ترسيخ موقعها كوسيط محتمل. وقد سبق لأنقرة أن لعبت دورًا مهمًا في إنجاز اتفاق الحبوب عبر البحر الأسود قبل انهياره لاحقًا.
الاتصال الروسي – الهنغاري
لافروف تحدث أيضًا مع وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو لمناقشة القمة ذاتها. وتأتي هذه الخطوة في ظل مواقف هنغاريا التي تُعتبر الأكثر قربًا من موسكو داخل الاتحاد الأوروبي، حيث عارضت بودابست عقوبات الاتحاد على روسيا وواصلت التعاون معها في قطاع الطاقة.
رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان علق على محادثات ألاسكا قائلًا إن “العالم أصبح أكثر أمانًا مما كان عليه بالأمس”، فيما كتب سيارتو عبر فيسبوك أن بلاده تأمل في “حل دائم للنزاع يعيد السلام والاستقرار إلى أوروبا الوسطى“.
تصريحات ترامب وردود الفعل الأوروبية
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي استضاف القمة، دعا كييف بشكل علني إلى التوصل إلى اتفاق مع موسكو، قائلًا: “روسيا قوة عظمى كبيرة، وأوكرانيا ليست كذلك”، وهي تصريحات أثارت قلقًا في العواصم الأوروبية، حيث شدد القادة الأوروبيون على أن أوكرانيا وحدها هي المخولة باتخاذ القرارات المتعلقة بأراضيها وسيادتها.
الانقسام داخل الغرب
القمة وما تلاها من اتصالات دبلوماسية أظهرت الانقسام داخل الغرب بشأن التعامل مع الحرب الروسية – الأوكرانية. ففي حين ترى بعض الأطراف مثل هنغاريا ضرورة الانفتاح على موسكو، تؤكد غالبية الدول الأوروبية أن أي تسوية يجب أن تُبنى على إرادة أوكرانية خالصة، مع الاستمرار في دعم كييف عسكريًا وسياسيًا في مواجهة الغزو الروسي الذي بدأ عام 2022.

