استبعد رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو إمكانية عزله من منصبه وتعيين مسؤول حكومي بدلاً منه، وذلك بعد تحركات حكومية لاستبدال رؤساء بلديات منتخبين في عدة مدن تركية بأوصياء حكوميين.
وفي حديثه للصحفيين في منطقة “أسنيورت” بإسطنبول، قال إمام أوغلو: “لا يخطر في بال سكان إسطنبول البالغ عددهم 16 مليون نسمة أمرٌ كهذا. لا يوجد سيناريو كهذا.”
جاءت تصريحات إمام أوغلو بعد إقالة عدد من رؤساء البلديات المنتمين إلى أحزاب المعارضة.
في أواخر أكتوبر، عزلت السلطات التركية رئيس بلدية “أسنيورت” أحمد أوزر، المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض، بتهم تتعلق بالإرهاب، ما أثار استنكاراً واسعاً. وأعلنت وزارة الداخلية التركية عن تعيين أوصياء حكوميين بدلا من ثلاثة رؤساء بلديات آخرين من حزب “المساواة والديمقراطية للشعوب” المؤيد للأكراد، في مدن “ماردين” و”باتمان” وقضاء “حلفتي” بمحافظة “شانلي أورفا”. وقد بررت الحكومة هذه الإقالات بتهم تتعلق بالإرهاب، بما في ذلك مزاعم الانتماء إلى حزب العمال الكردستاني المحظور.
ويُذكر أن حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون كمنظمة إرهابية، يشن حملة تمرد ضد الحكومة التركية منذ عام 1984. وعلى الرغم من دعوات الرئيس رجب طيب أردوغان الأخيرة لتحسين العلاقات مع الأكراد، يرى منتقدون أن عزل رؤساء البلديات المنتخبين يقوّض المعارضة السياسية والعملية الديمقراطية في البلاد.
وقد أثارت هذه التحركات تكهنات بأن حكومة أردوغان قد تستهدف إمام أوغلو، الذي يُعتبر شخصية معارضة بارزة ومنافساً محتملاً للرئاسة في عام 2028. من جانبه، أشار زميل إمام أوغلو في حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، إلى أن الحزب قد وضع خطة طارئة في حال عزل إمام أوغلو، رغم أنه يرى أن هذا السيناريو غير مرجح. وأكد أوزيل أن أي خطوة من أردوغان لعزل إمام أوغلو ستزيد من دعم الشعب له، مما سيعزز فرصه السياسية.
ومنذ فوزه في انتخابات 2019، نال إمام أوغلو شعبية واسعة بعد أن نجح في إنهاء سيطرة حزب العدالة والتنمية على إسطنبول. وقد فاز بولاية ثانية بنسبة 51.1% من الأصوات متغلباً على مرشح العدالة والتنمية مراد قوروم. وتميزت فترة توليه رئاسة بلدية إسطنبول بمبادرات تهدف إلى معالجة قضايا بيئية واجتماعية، متحدياً بذلك نفوذ حزب العدالة والتنمية في أكبر مدن تركيا.
ويرى مراقبون أن إدانة إمام أوغلو بتهمة “إهانة مسؤولي الانتخابات” في ديسمبر 2022، قبل الانتخابات في مايو 2023، كانت محاولة من إدارة أردوغان للحد من قدرته كمرشح معارض.
أردوغان، الذي شغل منصب رئيس بلدية إسطنبول سابقاً، معروفٌ بقوله: “من يفوز في إسطنبول يفوز في تركيا.” وبالتالي، تظل قيادة المدينة عاملاً محورياً في المشهد السياسي التركي مع اقتراب الانتخابات لعام 2028.