دعا ناشط حقوق الإنسان ونجم الدوري الأمريكي السابق لكرة السلة إنس كانتر فريدوم التركي الأمريكي إلى تسليط الضوء عالميًا على انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا، مستشهدًا بتقرير حديث أصدرته لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
تقرير الأمم المتحدة يوثق التعذيب في تركيا
في تقرير صدر مطلع نوفمبر، وثقت الأمم المتحدة انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا، بما في ذلك حالات التعذيب والمسؤولين عنها. وخلال مشاركته في حدث بمدينة جنيف السويسرية، علّق كانتر على التقرير مشيدًا بالجهود التي بذلها المدافعون عن حقوق الإنسان والتي أسهمت في صدور هذا القرار.
وقال كانتر: “أكثر ما أثر فيّ كان صور إخوتنا الصغار وهم يحملون لافتات أطول من قاماتهم كتب عليها ’هناك تعذيب في تركيا‘. لا كلمات شكر ولا دعاء يكفيهم.”
إبراز القضية عالميًا
أكد كانتر أهمية العمل لإبراز هذه الانتهاكات ليس فقط أمام الأمم المتحدة، بل في جميع أنحاء أوروبا والعالم، مشيرًا إلى أن التوعية بحقوق الإنسان في تركيا وصلت إلى مستويات متقدمة في الولايات المتحدة.
أضاف قائلاً: “لم نعد بحاجة إلى تقديم أدلة للعديد من أعضاء مجلس الشيوخ وممثلي الكونغرس، فهم على دراية بأنفسهم بما يحدث في تركيا، ويدركون الأطراف العادلة وغير العادلة، وكذلك أعمال التعذيب التي تُمارس هناك. هذا التمثيل الصوتي للمظلومين له دور بالغ الأهمية. نأمل أن يؤدي هذا الضغط إلى نتائج إيجابية، وأن ينتهي هذا الاضطهاد قريبًا بإذن الله.”
رد فعل تركيا في الأمم المتحدة
انتقد كانتر موقف ممثلي تركيا في اجتماع الأمم المتحدة ووصف إنكارهم للتعذيب بأنه “كذبة عظيمة” و”عار كبير لبلادنا”، مشددا على أن الأمم المتحدة أكدت وجود التعذيب وأغلقت الملف، بينما عاد ممثلو تركيا برؤوس منكسة، على حد تعبيره.
مشروعات تعتمد على القصص الإنسانية
أشار كانتر إلى تحول كبير في كيفية تقديم قضية حقوق الإنسان في تركيا، حيث أوضح:
“لم يعد التركيز على توضيح الانتهاكات العامة بلغة مجردة، لأن الناس أصبحوا على علم بها. بدلاً من ذلك، نحن نعمل الآن على مشروعات ملموسة تعتمد على سرد القصص الإنسانية عبر وسائل الإعلام المقروءة المسموعة والمرئية لتوليد التعاطف.”
وذكر كانتر أن أحد السياسيين نصحه بقوله: “لا تكتفِ بمجرد القول ’هناك انتهاكات لحقوق الإنسان في تركيا.‘ بدلاً من ذلك، شارك قصصًا فردية لأنها قادرة على التأثير العاطفي وإحداث تغيير فعلي.”
مشروع متحف التَنكيل
سلط كانتر الضوء على نجاح “متحف التَنكيل” التركي الموجود في ألمانيا والذي يُوثّق الانتهاكات في تركيا: “كل زائر أجنبي يقول إنه لا يمكنه تصديق ما رآه وسمعه. كنا نعتقد أن تركيا بلد ديمقراطي حر وعضو في الناتو، لكن هذه القصص الملموسة والأشياء المعروضة في المتحف لمست قلوبنا بعمق.”
وأشار إلى أن المتحف أصبح أداة رئيسية في التعريف بالانتهاكات في تركيا، مضيفًا “عندما نركز على تجارب الأفراد، يصبح من الأسهل للناس أن يتعاطفوا معهم.”
جدد كانتر دعوته لإقامة العدل ومساءلة الخارجين على القانون في تركيا، معربًا عن أمله في أن تساهم هذه الجهود في إنهاء الانتهاكات التي تحدث في تركيا.