بعد رحيل ملهم حركة الخدمة فتح الله كولن من عالمنا بتاريخ 20 أكتوبر 2024، أعلن أقرباؤه وطلابه عن الوصية والميراث الذي تركهما.
أفاد بيان نشره موقع “هركول” التابع لكولن فتح حقيبته البيضاء وبدلته وحقيبته البنية التي أحضرها معه إلى الولايات المتحدة من تركيا، في غرفته بمركز “تشستنات ريتريت” (Chestnut Retreat) في أمريكا، بحضور أقاربه وبعض طلابه، وذلك في تاريخ 26 أكتوبر 2024.
شهد هذه اللحظة كل من أخويه السيدة فاضلة كوروجوك والسيد مسيح كولن، وأقاربه وطلاّبه آدم كالاتش وأحمد كوروجان وجودت تورك يولو وكمال كولن ومحمد يشيل يورت ونعمان يكيت، وعبد الله أيماز.
وأشار البيان أيضًا إلى أن الكاتب الإسلامي المعروف عبد الله أيماز، الذي صاحب كولن منذ أيام صباه، قرأ الوصية على الحضور.
وجد الحضور في الحقيبة البيضاء بعض الأغراض الشخصية التي كان يستخدمها كولن في حياته اليومية، مثل سجادة الصلاة، والقمصان، والمناشف، والمناديل، بالإضافة إلى بطاقة الهوية وبعض الوثائق الصحية.
أما الحقيبة البنية، فقد احتوت على بعض الأغراض الشخصية، وجوارب، ومناديل، وعلبة خياطة، وأقلام، وبعض وثائق الإقامة، وبطاقة إقامة دائمة، ووكالة لنقل حقوق نشر كتبه إلى “وقف كاسكيد تراست” (Cascade Trust) بقيمة 20,020 دولار أمريكي، بالإضافة إلى ذهب بقيمة 12,640 دولار أمريكي كان مخصصاً كهدية للمولودين حديثاً والمتزوجين حديثاً.
كما طالب كولن في وكالته “كاسكيد تراست” بتوزيع عائدات مؤلفاته الغزيرة على المؤسسات التعليمية والخيرية التي تُعنى بدراسة أو تطبيق أفكار حركة الخدمة التي قادها داخل أمريكا وخارجها.
كذلك عثر الحضور في جيب بدلة كولن على محفظة تحتوي على مبلغ 2000 دولار مخصص لشراء كفن” بسيط”، وفقًا لرغبة الراحل، إلى جانب ووصية مكتوبة باللغة العثمانية (المكتوبة بالحروف العربية) طلب فيها سداد ديون معينة، يُعتقد أنها كُتبت في ستينيات القرن الماضي، وقد تحقق أقاربه وطلابه من أن هذه الديون قد سُدّدت في مراحل سابقة.
وكذلك وجد الحضور في جيب بدلة كولن نسختان من “جوَشن”، وهو كتيب صغير يضم أدعية مأثورة، وساعة جيب، وفي جيب بنطاله عثروا على عملتين عثمانيتين من فئة 25 قرشاً وقطعة واحدة من الليرة العثمانية، وهي من مقتنيات العلامة بديع الزمان سعيد النورسي الذي سار على نهجه في الفكر والسلوك.
لفت البيان أيضًا إلى أن كولن كان قد أعرب شفهياً في مناسبات مختلفة عن رغبته في التبرع بكتبه للمؤسسات التي سبق أن عاش وأقام بها.
وقد ألّف كولن أكثر من 70 كتاباً ترجمت إلى عدة لغات حول العالم، من بينها اللغة العربية.
وفيما يلي قائمة مقتنيات كولن:
- مبلغ 20,020 دولار من عائدات حقوق النشر
- 2,000 دولار مخصصة للكفن
- 12,640 دولار من الذهب المُعدّ للهدايا
- وصية لسداد ديونه القديمة
- وكالة لنقل حقوق النشر إلى وقف خيري
- ساعة جيب
- بدلة وأغراض شخصية أخرى
وقد أظهر البيان أن إجمالي ممتلكات كولن لا تتجاوز 35,000 دولار، مما يدحض مزاعم الإعلام الموالي للحكومة التركية بأنه كان ثريًا.
حتى عام 2016 نظر الأغلبية الساحقة من الشعب إلى كولن على أنه واحد من أبرز علماء تركيا، وحظي بملايين المتابعين في بلده وحول العالم، بفضل نهجه الفكري الذي جمع بين التصوف الإسلامي “الأصيل” الموافق للكتاب والسنة، على حد تعبير العديد من الباحثين لفكره، والدعوة القوية للديمقراطية والتعليم والعلوم والحوار بين الأديان. وقد أسس أتباعه شبكة عالمية من الجمعيات الخيرية والمؤسسات المهنية والأعمال والمدارس في أكثر من 100 دولة.
لكن كانت السنوات الأخيرة من حياة كولن مشوبة باتهامات عديدة وجهتها له الحكومة التركية، حيث شنت حملة قمع شديدة على كل من له أدنى صلة به أو بالمؤسسات التعليمية أو الاقتصادية أو المجلات والصحف اليومية، بدعوى تدبيره ما سمي في تركيا بـ”الانقلاب الفاشل” في 2016.
لكن الرواية الرسمية لهذا الانقلاب لم تجد آذانًا صاغية لها، نظرًا لظهور مسلسل من الأدلة تكشف تناقضاتها، آخرها القرار الذي صدر الأسبوع الماضي من محكمة الجنايات الـ17 في أنقرة، حيث أكدت فيه عدم وجود شيء يسمى بـ”مجلس السلام في الوطن العسكري”، المزعوم بأنه من حاول الانقلاب، القرار الذي أثار دهشة الكتاب الموالين للحكومة من أمثال الكاتب الإسلامي الشهير عبد الرحمن ديليباك.