أظهرت نتائج استطلاع حديث أجرته مؤسسة بحثية مقرها إسطنبول أن غالبية الشعب التركي يرفضون دعوة وجهها سياسي يميني متطرف إلى عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK) المحظور والمسجون، لحث مجموعته على إلقاء السلاح.
ونشرت مؤسسة“Spectrum House” تقريرا بعنوان “اتجاهات الرأي العام والسياسات المتعلقة بالقضية الكردية” على موقعها الإلكتروني يوم الخميس.
القضية الكردية في السياق التركي
تُعد القضية الكردية من أبرز المصطلحات المستخدمة في الخطاب العام التركي وتشير إلى مطالب الأكراد في تركيا بالمساواة في الحقوق والنضال من أجل الاعتراف بهويتهم.
وشمل الاستطلاع الذي أُجري في الفترة ما بين 25 نوفمبر و3 ديسمبر بمشاركة 2028 شخصًا من مختلف أنحاء تركيا، أسئلة متعلقة بطرق حل الصراع الكردي.
إحدى النقاط البارزة في الاستطلاع تناولت دعوة رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي، وهو حليف رئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان، التي فاجأت الكثيرين في أكتوبر الماضي، حيث اقترح أنه في حال رفع القيود المفروضة على أوجلان داخل السجن، يمكنه حضور اجتماع كتلة حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب (DEM)، وإعلان حل حزب العمال الكردستاني كخطوة لإنهاء عقود من العنف.
ردود الفعل على دعوة بهجلي
اعتبر 58.5% من المشاركين في الاستطلاع أن دعوة دولت بهجلي “خاطئة”، في حين رأى 21.4% فقط أنها “صحيحة”. وأشار التقرير إلى أن 59.3% من المشاركين يرون القضية الكردية كإحدى المشكلات الهامة التي تواجه تركيا.
وعند سؤالهم عن الأطراف التي ينبغي استشارتها لحل القضية الكردية، جاءت الإجابات كالتالي:
- 25% اقترحوا أن تكون الاستشارة مع الشعب والمنظمات غير الحكومية.
- 18.9% طالبوا بالتشاور مع القادة الأكراد.
- 14.3% طالبوا بالتشاور مع جميع الأحزاب السياسية.
- 5.4% فقط أشاروا إلى ضرورة التفاوض مع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب العامل تحت سقف البرلمان.
مواقف منظمات وأطراف أخرى
عند سؤال المشاركين عن الحزب الذي يمكنه حل القضية الكردية، جاءت النتائج كالتالي:في حين أعرب 70.8% من المشاركين عن رفضهم لتدخل طرف ثالث أو دولة وسيطة لحل القضية رأى 53.4% من المشاركين اعتبروا أن تغطية الإعلام التركي للقضية “منحازة”.
الأحزاب السياسية وحل القضية
- 39% حزب العدالة والتنمية (AKP) الحاكم.
- 26.8% حزب الشعب الجمهوري (CHP) المعارض.
- 9.8% حزب الحركة القومية (MHP).
- 8.4% حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب.
تقييم سياسات حزب الشعب الجمهوري
وصف 70.9% من المشاركين سياسات حزب الشعب الجمهوري بشأن القضية الكردية بأنها “غير كافية” أو “لا توجد سياسة واضحة”، ورأى 16.2% فقط أنها “كافية”.
شعبية الأحزاب إذا أُجريت انتخابات
إذا تم إجراء انتخابات عامة في ديسمبر، أظهرت نتائج الاستطلاع أن نسبة التأييد الوطني لحزب الشعب الجمهوري ستصل إلى 32.4%، بينما سيحصل حزب العدالة والتنمية الحاكم على 31.3%.
يرى مراقبون أن هذه النتائج تُبرز التعقيد المستمر للقضية الكردية في تركيا، وتُظهر الانقسامات الواضحة في الآراء حول كيفية حلها ودور الأحزاب السياسية المختلفة، كما تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الحكومة والمعارضة على حد سواء في تقديم حلول شاملة تحظى بقبول شعبي واسع.