كشفت مصادر إعلامية أن رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي أجرى اتصالًا هاتفيًا مع أحمد ترك، الرئيس الأسبق لبلدية ماردين الكبرى، وذلك بعد المكالمة التي أجراها سابقًا مع تونجر باقرخان، الرئيس المشترك لحزب الديمقراطية والمساواة للشعوب (DEM Parti)، ومع صلاح الدين دميرتاش، الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، والمعتقل حاليًا في سجن أدرنة.
ووفقًا لما نشره الصحفي إسماعيل سايماز، فإن بهجلي قال خلال المكالمة: “نأمل أن تسير الأمور بشكل جيد، وأنا سعيد جدًا بهذا التطور.”
مكالمة بهجلي بعد تصريحات أوجلان
يأتي اتصال بهجلي بأحمد ترك، الذي يعتبر من رموز السياسة الكردية، في أعقاب “النداء التاريخي” الذي وجهه عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل في جزيرة إمرالي. وقد أثارت هذه التطورات نقاشات حول إمكانية حدوث تغييرات في المشهد السياسي التركي، خاصة فيما يتعلق بالقضية الكردية.
من جانبه، أكد أحمد ترك في حديثه مع إسماعيل سايماز أنه لا يرى في هذه الاتصالات “مساومات سياسية”، بل اعتبرها خطوات ضرورية يجب اتخاذها لتهدئة الأوضاع، مضيفًا: “هناك آلاف الأشخاص يقبعون في السجون دون وجه حق، كما أن اللغة الكردية بحاجة إلى بيئة تتيح لها التطور بحرية. هذه ليست قضايا قابلة للتفاوض، بل حقوق يجب الاعتراف بها.”
رؤية أحمد ترك لمستقبل العلاقات التركية-الكردية
وحول رؤيته لما يجب أن يحدث في المرحلة القادمة، شدد أحمد ترك على أن “المصالحة التاريخية بين الأتراك والأكراد يجب أن تأخذ أولوية”، معتبرًا أن “تركيا إذا تبنت سياسة احتوائية، فستتمكن من ترسيخ أخوة الأتراك والأكراد الممتدة منذ ألف عام، مما يجعلها القوة الكبرى في الشرق الأوسط.”
كما أشار إلى أهمية لعب دور الوساطة بين الأطراف الكردية في سوريا لضمان بناء نظام ديمقراطي مستقر هناك، محذرًا من أن أي صراعات مستقبلية قد تؤدي إلى تعقيدات جديدة في المنطقة.
أوجلان وموقفه من مستقبل العمال الكردستاني
فيما يتعلق بالتصريحات الأخيرة التي نُسبت إلى عبد الله أوجلان، والتي أشار فيها إلى أن “التخلي عن السلاح وحل حزب العمال الكردستاني يستلزم الاعتراف بالديمقراطية والبعد القانوني للعمل السياسي”، أكد أحمد ترك أن هذا التصريح يستوجب اتخاذ خطوات عملية لتحقيقه، مشددًا على ضرورة إصلاحات ديمقراطية تتيح فرصًا عادلة للمشاركة السياسية.
زيارة إمرالي ومستوى وعي أوجلان
وحول زيارته الأخيرة إلى جزيرة إمرالي، قال أحمد ترك إنه تفاجأ بقدرة أوجلان على تذكر تفاصيل دقيقة وأسماء أشخاص وأحداث تعود إلى خمسين عامًا، واصفًا إياه بــ”صاحب ذاكرة قوية للغاية”.
أما بشأن احتمال زيارته مرة أخرى، فقد أكد أنه إذا سُمح له، فسيكون مستعدًا لذلك.
يرى مراقبون أن اتصالات بهجلي مع شخصيات كردية بارزة، وخاصة في أعقاب تصريحات أوجلان، تُعد إشارة سياسية مهمة قد تفتح الباب أمام تغيرات محتملة في التعامل مع القضية الكردية في تركيا. ومع ذلك، يبقى تنفيذ هذه التوجهات مرتبطًا بالخطوات العملية التي ستتخذها الحكومة التركية في الفترة المقبلة.

