في أول استطلاع للرأي العام في تركيا لعام 2025، أظهر مركز “يونيليم” للأبحاث الاجتماعية تغيّرات ملحوظة في توجهات الناخبين الأتراك، حيث بيّن الاستطلاع وجود فارق كبير بين الرئيس رجب طيب أردوغان ومرشح المعارضة المفترض في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وسلّط الضوء على أزمات البلاد السياسية والاقتصادية، ومواقف الشارع تجاه عدد من القضايا الحيوية.
تراجع الدعم الشعبي للتحالف الحاكم
أبرز الاستطلاع أن الرئيس أردوغان يحظى بدعم 37.1% من الناخبين فقط، مقابل 47.5% يفضلون مرشح المعارضة المحتمل، في حين أن 9.4% من المشاركين ما زالوا مترددين، و6% أعلنوا عدم نيتهم التصويت.
أما على صعيد الأحزاب، فقد جاء حزب العدالة والتنمية في الصدارة بنسبة 31.4%، تلاه حزب الشعب الجمهوري بنسبة 30.9%، بينما حصل حزب الحركة القومية على 8.4%، وحزب الديمقراطية والمساواة للشعوب على 9.5%.
الأزمة الاقتصادية في صدارة اهتمامات المواطنين
سُئل المشاركون عن القضايا الأكثر إلحاحًا التي تواجه تركيا، فجاءت الأزمة الاقتصادية على رأس القائمة بنسبة 85.7%، متفوقة بفارق كبير على القضايا الأخرى مثل مشاكل النظام القضائي (13.8%) والتعليم (10.2%).
كما أظهرت النتائج أن غالبية المواطنين (53.6%) يرون أن تركيا تُدار بشكل سيء، بينما وصف 24.1% الإدارة الحالية بأنها جيدة.
المعارضة والبلديات: نجاح محدود وقضايا خلافية
تطرق الاستطلاع إلى أداء البلديات التي تديرها المعارضة، حيث رأى 46% من المشاركين أن رؤساء البلديات المعارضين “ناجحون”، مقابل 35.4% الذين اعتبروهم “غير ناجحين”.
وفيما يتعلق بتعيين الوصاة على بلديات المعارضة، رفض 55.3% من المشاركين هذا الإجراء، بينما دعمه 34.9%.
تصريحات بهجلي تجاه أوجلان: رفض شعبي واسع
من القضايا التي أثارت الجدل في الاستطلاع، تصريحات زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي حول دعوته لزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان إلى البرلمان وإعلانه من منصته عن حل حزبه المسلح، حيث أظهرت النتائج رفض 59.7% لهذه التصريحات وعدم دعمهم لها، مقابل 26.3% أيدوا الموقف.
تأثير التطورات الإقليمية على الداخل التركي
أما عن تأثير السياسة الخارجية، خاصةً تطورات الملف السوري، فقد انقسمت الآراء؛ إذ رأى 51.1% من المشاركين أن التطورات في سوريا ساهمت في تعزيز دعم التحالف الحاكم، بينما اعتبر 41.5% أن هذه التطورات لم يكن لها تأثير إيجابي على شعبية الحكومة.
تعكس هذه النتائج تغيرات جذرية في المشهد السياسي التركي، حيث يعاني التحالف الحاكم من تراجع شعبيته على خلفية الأزمات الاقتصادية والقرارات السياسية المثيرة للجدل. وفي المقابل، يُظهر مرشح المعارضة المحتمل تفوقًا ملحوظًا، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة قد تشهدها تركيا في الانتخابات المقبلة.
وكان الصحفي التركي دنيز زيرك أشار إلى تصاعد احتمالات إجراء انتخابات مبكرة في ربيع عام 2026، مؤكدًا أن العام 2025 قد يتحول إلى عام التحضير للانتخابات في تركيا.