استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الأربعاء، وفدًا سوريًا برئاسة وزير الخارجية المؤقت أسعد الشيباني في القصر الرئاسي بأنقرة، في أول زيارة رسمية من هذا النوع منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.
وفقًا لما أعلنته الرئاسة التركية، فقد رافق أردوغان في الاجتماع المغلق أمام وسائل الإعلام وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان.
تأتي هذه الزيارة بعد أقل من شهر على الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر، إثر هجوم استمر 11 يومًا قادته تحالفات مسلحة بزعامة “هيئة تحرير الشام. وبهذا، يُعد الشيباني أول مسؤول سوري في الحكومة المؤقتة يزور أنقرة منذ هذا التحول التاريخي.
وفي تغريدة نشرها على منصة “إكس” يوم الثلاثاء، قال الشيباني: “سنمثل سوريا الجديدة غدًا في أول زيارة رسمية للجمهورية التركية، التي لم تتخلَّ عن الشعب السوري طيلة 14 عامًا.”
علاقة تركيا بالمعارضة السورية
منذ اندلاع الحرب الأهلية عقب قمع الاحتجاجات الشعبية في سوريا، قدمت تركيا دعمًا متواصلًا لجماعات المعارضة المسلحة، التي قاتلت قوات النظام السوري. وقد حافظت أنقرة على علاقات وثيقة مع “هيئة تحرير الشام”، مما أتاح لها قناة اتصال مباشرة مع دمشق بعد سيطرة الهيئة على العاصمة.
أولويات المباحثات الثنائية
هيمنت قضية وجود الجماعات الكردية المسلحة في شمال سوريا، والتي تعتبرها تركيا تنظيمات إرهابية رغم دعمها من الولايات المتحدة في قتال تنظيم “داعش”، على أجندة المحادثات بين أردوغان والشيباني.
وكان الرئيس أردوغان ووزير خارجيته قد صعّدا من خطاباتهما الأسبوع الماضي، ملوحين بإمكانية شن عملية عسكرية في شمال سوريا ما لم تقبل الجماعات الكردية بشروط أنقرة لتحقيق انتقال سياسي “سلمي”.
توجه دبلوماسي جديد بعد سقوط النظام
بعد سقوط نظام الأسد، كان رئيس جهاز المخابرات الوطنية التركي، إبراهيم قالين، أول مسؤول أجنبي يزور دمشق، تلاه وزير الخارجية هاكان فيدان. وقد فتحت هذه الزيارات الطريق أمام ممثلي الولايات المتحدة وأوروبا للتوجه إلى دمشق، مما يعكس انخراطًا دبلوماسيًا دوليًا متزايدًا مع القيادة الجديدة في سوريا.
تمثل زيارة الشيباني لأنقرة تحولًا كبيرًا في العلاقات السورية التركية، حيث تعكس دعم أنقرة المستمر للشعب السوري والمعارضة السورية، كما تشير إلى محاولات البلدين لإعادة ترتيب أوراق المنطقة بعد تغير القيادة في دمشق.