أعلن المدافع الدنماركي الشهير سيمون كيير اعتزاله كرة القدم الاحترافية، مختتمًا مسيرة حافلة امتدت لـ 18 عامًا، حيث أصبح واحدًا من أبرز الأسماء في تاريخ كرة القدم الدنماركية.
لعب كيير دورًا رياديًا داخل وخارج الملاعب، واستطاع أن يترك بصمة لا تُنسى سواء على مستوى الأندية أو المنتخب الوطني.
مسيرة مميزة مع الأندية
وُلد سيمون كيير في 26 مارس 1989، وبدأ مسيرته الاحترافية مع فريق ميدتييلاند الدنماركي، قبل أن ينتقل إلى أندية أوروبية بارزة منها: باليرمو، فولفسبورغ، روما (إعارة)، ليل، فنربخشة، إشبيلية، أتالانتا (إعارة)، وأخيرًا ميلان.
كان انتقاله إلى فنربخشة التركي في عام 2015 نقطة تحول بارزة في مسيرته، حيث انضم مقابل 7.65 مليون يورو ولعب مع الفريق 55 مباراة في الدوري وسجل 3 أهداف. بعد موسمين، غادر إلى إشبيلية مقابل 12.5 مليون يورو، مما ساهم ماليًا في تعزيز خزينة النادي التركي.
وخلال مسيرته التي امتدت عبر 532 مباراة، سجل كيير 22 هدفًا وصنع 11 آخرين، إلى جانب إسهاماته الدفاعية التي جعلته سدًا منيعًا أمام مهاجمي الخصوم.
لحظات ذهبية في المنتخب الوطني
بدأ كيير مشواره الدولي مع المنتخب الدنماركي في يونيو 2009 ضد السويد، وسرعان ما أصبح قائدًا للفريق منذ عام 2016. ارتدى القميص الوطني في 132 مباراة دولية، سجل خلالها 5 أهداف، وكان لفترة طويلة اللاعب الأكثر تمثيلًا للمنتخب، حتى تجاوزه زميله كريستيان إريكسن.
كان كيير في صدارة المشهد خلال بطولة يورو 2020، عندما تعرض زميله كريستيان إريكسن لأزمة قلبية مفاجئة أثناء مباراة ضد فنلندا. بفضل قيادته الميدانية، نجح في إدارة الموقف الصعب بتهدئة زملائه ومنع تصوير الواقعة، كما قدّم الدعم لزوجة إريكسن التي كانت حاضرة في المدرجات. هذه اللحظة الإنسانية عززت مكانته كرمز ريادي داخل وخارج الملاعب، وحصل على جائزة رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA President’s Award) تقديرًا لدوره البطولي.
نهاية مسيرة حافلة
انتهى عقد كيير مع ميلان في 2023، بعدما حقق معهم لقب الدوري الإيطالي في موسم 2021-2022، وهو الإنجاز الأبرز في مسيرته. رغم تلقيه عروضًا من أندية أوروبية كبرى، قرر التوقف عن اللعب، موضحًا: “حققت ما يكفي، وأشعر أنه حان الوقت لمنح الأولوية لأمور أخرى في حياتي.”
إرث لا يُنسى
ساهم كيير في إثراء كرة القدم بأدائه المميز وأخلاقه العالية، ليصبح واحدًا من أساطير الكرة الدنماركية، ويترك خلفه إرثًا رياضيًا وإنسانيًا يُحتذى به.