في وقتٍ يجري فيه الحديث عن إطلاق عملية سلام جديدة في تركيا لنزع سلاح حزب العمال الكردستاني المحظور، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد جدعون ساعر إلى تعزيز العلاقات مع الشعب الكردي، الذي وصفه بأنه “حليف طبيعي” لإسرائيل، وفقاً لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل.
وفي أول خطاب له بعد توليه المنصب يوم الأحد، وصف ساعر الشعب الكردي، الذي يعيش في عدة دول في الشرق الأوسط، بأنه “أمة عظيمة، واحدة من أكبر الأمم التي لا تمتلك استقلالاً سياسياً”.
ووصف الأكراد بأنهم ضحايا “قمع” إيراني وتركي، مؤكداً على أن إسرائيل “يجب أن تصل إليهم وتعزز علاقاتها معهم”.
فسر مراقبون تصريحات الوزير الإسرائيلي على أنها خطوة استراتيجية من إسرائيل لتكوين تحالفات مع الأقليات الإقليمية، لا سيما في ظل توتر علاقاتها مع إيران.
تأتي تعليقات ساعر في وقتٍ تدرس فيه الحكومة التركية، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، مبادرة سلام جديدة مع حزب العمال الكردستاني، في ظل التوترات الأخيرة في الشرق الأوسط.
وفي خطوة مفاجئة، اقترح زعيم حزب الحركة القومية التركي دولت بهجلي، حليف أردوغان، السماح لزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان بالتحدث إلى الكتلة البرلمانية للحزب الرئيسي المؤيد للأكراد في البرلمان التركي (حزب المساواة والديمقراطية للشعوب) ودعوة حزب العمال الكردستاني لإلقاء السلاح.
يُعد حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية من قبل تركيا وحلفائها الغربيين، وقد خاض حرباً ضد الدولة التركية منذ عام 1984 بدعوى الدفاع عن حقوق الأكراد، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص.
أثار اقتراح بهجلي تحولاً كبيراً بالنظر إلى معارضته الطويلة للمحادثات مع حزب العمال الكردستاني، وأثار تكهنات حول الدوافع الأوسع لأنقرة. وصرحت أصلي أيدين طاشباش، الزميلة الكبيرة في معهد بروكينغز، أن السياسة الكردية لتركيا قد تكون محاولة “لتعزيز الجبهة الداخلية” في ظل التوترات الإقليمية مع إيران.
وقالت أيدين طاشباش لموقع “ميدل إيست آي”: “النخب الحاكمة في أنقرة ترى في إسرائيل قوة مزعزعة للاستقرار، وتخشى من احتمال حدوث صراع مع إيران. ويمكن أن يساعد التعامل مع القضية الكردية محلياً تركيا في تقليل نقاط ضعفها مع تصاعد التوترات الإقليمية”.
ووفقاً لتقرير صادر عن “المونيتور” الشهر الماضي، فإن الهدف من هذا الجهد هو منع إيران من التواصل مع المقاتلين الأكراد لزعزعة استقرار تركيا في حال حدوث تصعيد محتمل مع إسرائيل.
يعود دعم إسرائيل لاستقلالية الأكراد إلى تحالف عسكري واستخباراتي تشكل في الستينيات بالتعاون مع إيران قبل الثورة. وقد أعرب قادة الأكراد في العراق وسوريا أحياناً عن توافقهم مع إسرائيل، حيث يرونها شريكاً موثوقاً به في ظل العداءات الإقليمية. وقد أثار دعم إسرائيل لتقرير المصير الكردي مؤخراً انتقادات من إيران وتركيا، اللتين تعتبران استقلال الأكراد تهديداً لاستقرار المنطقة.