أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة تعمل على معالجة مخاوف تركيا في سوريا بهدف ثنيها عن تصعيد هجومي ضد القوات الكردية.
جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي عقده بلينكن في باريس يوم الأربعاء، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
المخاوف التركية وموقف الولايات المتحدة
أشار بلينكن إلى أن تركيا لديها “مخاوف مشروعة” تتعلق بوجود مقاتلي حزب العمال الكردستاني (PKK) داخل سوريا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تتفهم هذه المخاوف، وداعيًا في الوقت ذاته إلى ضرورة إيجاد حل سياسي للوضع في سوريا يشمل مغادرة “المقاتلين الإرهابيين الأجانب” من البلاد.
وأضاف بلينكن أن تحقيق هدف مغادرة “المقاتلين الإرهابيين الأجانب” من سوريا يتطلب وقتًا، مشددًا على أن أي تصعيد للصراع في هذه المرحلة لن يكون في مصلحة الجهود الإيجابية المبذولة لتحقيق الاستقرار في سوريا.
التهديدات التركية وخلفيات الصراع
لوّحت تركيا بشن هجوم ضد قوات سوريا الديمقراطية (SDF) بهدف القضاء على مقاتلي حزب العمال الكردستاني. وتُعد قوات سوريا الديمقراطية، ذات القيادة الكردية، شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم داعش على مدار العقد الماضي.
الدور الأمريكي في دعم الاستقرار ومكافحة الإرهاب
وأكد بلينكن أن الإدارة الأمريكية المقبلة، بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ستولي اهتمامًا كبيرًا لضمان عدم عودة تنظيم الدولة الإسلامية إلى النشاط مجددًا. ولفت إلى أن دعم قوات سوريا الديمقراطية للقيام بمهامها هو جزء أساسي من هذه الجهود.
وقال بلينكن: “من الضروري أن نُمكّن قوات سوريا الديمقراطية من الاستمرار في أداء دورها الفعال، الذي كان محوريًا في مواجهة داعش والحفاظ على الاستقرار في المناطق المحررة.”
السياق الإقليمي والدولي
تعكس تصريحات بلينكن الجهود الأمريكية الرامية إلى تحقيق توازن دقيق بين تهدئة المخاوف التركية وضمان استمرار التعاون مع القوات الكردية في مكافحة الإرهاب. يأتي ذلك وسط تعقيدات المشهد السوري، الذي يشمل أطرافًا محلية وإقليمية ودولية ذات مصالح متشابكة، ومع استمرار الأوضاع الميدانية والسياسية غير المستقرة في البلاد.