كشفت مصادر لوكالة “رويترز” أن تركيا، بالتعاون مع قطر وروسيا، لعبت دورًا محوريًا في تأمين هروب الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو، منهية بذلك حكمه الذي استمر 24 عامًا وسيطرة عائلته التي امتدت لنصف قرن على سوريا.
وفقًا لمصادر مطلعة على الأحداث، قامت تركيا بتسهيل عملية الهروب السرية للأسد إلى روسيا في الوقت الذي كانت فيه قوات المعارضة السورية تجتاح العاصمة دمشق.
ورغم إنكارها الرسمي لأي اتصال مع تنظيم هيئة تحرير الشام، فقد استخدمت أنقرة وقطر قنوات دبلوماسية خلفية مع التنظيم الإسلامي لضمان سلامة الأسد أثناء رحلته إلى موسكو.
وذكرت المصادر أن هروب الأسد الدراماتيكي تم في 8 ديسمبر، بعد أيام من سيطرة قوات المعارضة على مدينة حلب وشنها هجومًا سريعًا نحو العاصمة.
جهود دولية مشتركة
أوضح ثلاثة دبلوماسيين إقليميين أن التعاون التركي كان جزءًا من جهد أكبر قاده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والذي حصل على ضمانات من الدول المجاورة لتأمين مرور طائرة الأسد بأمان.
وعلى الرغم من رفض أنقرة تأكيد أي اتصال مباشر مع هيئة تحرير الشام أو تورطها في خطة الإجلاء الروسية، وصفت المصادر الدبلوماسية أفعال تركيا بأنها أساسية لمنع المزيد من التصعيد في المنطقة.
تفاصيل هروب الأسد
هروب الأسد المفاجئ أنهى حقبة حكمه المديدة وأطاح بسيطرة عائلته التي دامت خمسين عامًا على سوريا. وأفادت المصادر أن زوجته أسماء الأسد وأطفاله الثلاثة كانوا قد وصلوا بالفعل إلى موسكو قبل مغادرته.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر ممتلكات مهجورة ووجبات طعام غير مكتملة داخل القصر الرئاسي في دمشق، مما يعكس مدى استعجال عملية الهروب.
تصريحات تركيا ودول أخرى
فيما ظلت تركيا متحفظة بشأن دورها، صرح ممثل حكومي بأنه لم يتم تقديم أي طلب لاستخدام المجال الجوي التركي، لكنه امتنع عن التعليق على المزاعم المتعلقة بالمفاوضات مع هيئة تحرير الشام.
ولم تصدر الحكومة القطرية أو هيئة تحرير الشام أي تعليق رسمي بشأن مشاركتهما في العملية حتى الآن.