قدم الكاتب والصحفي التركي المخضرم أمره أوسلو تحليلاً مثيراً حول المرحلة الجديدة التي تتشكل في ظل ما يسمى بمحادثات “السلام الكردي” التي تجري بين الرئيس رجب طيب أردوغان، وحليفه من خارج الحكومة زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي وزعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل عبد الله أوجلان.
ساق الكاتب والصحفي التركي المخضرم، أمره أوسلو، الذي عمل سابقاً أستاذاً في أكاديمية الشرطة التركية، تحليلاً لافتاً، عبر حسابه على منصة إكس، زعم فيه أن ما يجري حالياً يشبه ما حدث خلال “عملية السلام” السابقة في عام 2012، حيث بدأت المحادثات بين أوجلان والمخابرات التركية لتبدأ معها حالة “هدنة” استمرت نحو 3 سنوات، لتعود بعدها الاشتباكات بين الطرفين عقب إطاحة أردوغان بطاولة المفاوضات في عام 2015.
وفصّل أوسلو قائلاً: “في عام 2012، كانت أمام أردوغان انتخابات حاسمة وكان بحاجة إلى فترة هدوء مؤقتة لإيقاف الاشتباكات من أجل الاستعداد لهذه الانتخابات (البلدية في 30 مارس 2014، والرئاسية في 10 أوغسطس 2014). في الوقت نفسه، كان أوجلان وحزب العمال الكردستاني بحاجة إلى الوقت لترسيخ مكاسبهم في سوريا (من خلال امتداده السوري وحدات حماية الشعب الكردية). وفي النهاية، حصل كلا الطرفين على ما يريدانه: فاز أردوغان في الانتخابات التركية، بينما وضع أوجلان أساساً لمشروع روجافا في سوريا”.
ووفقاً لأوسلو، فإن الوضع اليوم لا يختلف كثيراً؛ حيث يسعى كلا الطرفين مجدداً إلى كسب الوقت، فالرئيس أردوغان يريد وضع نقطة النهاية لنظام أتاتورك “العلماني”، ووضع اللمسات الأخيرة على نظامه “الإسلاموي” الجديد في تركيا، بينما يسعى أوجلان إلى توثيق مكاسبه في سوريا. وكلاهما يخطط لتحقيق أهدافه من خلال عملية دستورية أطلق أوسلو عليها اسم “عملية التوثيق”، في إشارة إلى أن أردوغان سوف يضفي الطابع الرسمي على نظامه الناشئ في الدستور التركي الجديد، وسيفعل عبد الله أوجلان الشيء ذاته في الدستور السوري الجديد أيضًا.
وأشار أوسلو إلى أن هذه العملية انطلقت بمبادرة من دولت بهجلي، مضيفاً: “ما بدأه بهجلي هو محاولة لتوثيق مكاسب أردوغان في تركيا وأوجلان في سوريا من خلال صياغة دستورين في كلا البلدين. ما يسميه أوجلان ‘النموذج الجديد’ يرتكز على كسب الوقت، وهو ما يسعون لتحقيقه الآن. ومع ذلك، أعتقد أن الطرف الذي سيخرج منتصراً في النهاية سيكون أوجلان، كما حدث في عملية السلام السابقة”.
تحليل أوسلو يكشف عن الحسابات الاستراتيجية الكامنة وراء التطورات الحالية في تركيا وسوريا، ويشير إلى إمكانية أن يتوصل أردوغان وأوجلان مجدداً إلى تفاهم ضمني لتحقيق أهدافهما المختلفة، مع لعب بهجلي دوراً محورياً في هذه المرحلة.