بعد دخول الفصائل المعارضة العاصمة السورية دمشق وسقوط نظام حزب البعث الذي استمر 61 عامًا، خرج آلاف السوريين المقيمين في تركيا إلى الشوارع احتفالًا بما وصفوه بـ”فجر الحرية”.
امتدت الاحتفالات إلى مدن تركية عدة مثل إسطنبول، وشانلي أورفا، وغازي عنتاب، وكليس، حيث عبر السوريون عن فرحتهم بانتهاء حكم بشار الأسد.
احتفالات أمام القنصلية السورية في إسطنبول
في إسطنبول، تجمع عدد من السوريين أمام القنصلية السورية في منطقة شيشلي، حيث قاموا بإنزال علم النظام السوري واستبداله بعلم “الجيش السوري الحر”، وسط أجواء حماسية، بينما فرضت الشرطة التركية طوقًا أمنيًا مشددًا حول المنطقة لضمان الأمن.
احتفالات عند معبر جيلوة غوزو: دعوات للعودة إلى الوطن
في معبر جيلوة غوزو الواقع في ولاية هاتاي، شهدت المنطقة مشاهد احتفالية مع عودة بعض السوريين إلى بلادهم، حيث حمل المشاركون الأعلام السورية والتركية، مرددين هتافات تؤكد نهاية “عهد القمع”.
محمود أسمى، أحد العائدين إلى سوريا، وجه رسالة خاصة للشباب السوري قائلاً:
“الحرية أصبحت واقعًا. سوريا الآن حرة، وأدعو الجميع للعودة إلى وطنهم والمساهمة في إعادة بنائه.”
أما عبد الصافي عهد، الذي عاش في تركيا لمدة سبع سنوات، فقد أعرب عن امتنانه لتركيا، قائلاً: “كانت تركيا وطنًا لنا في سنوات المحنة. الآن انتهت الضيافة، ونحن أحرار ومستعدون للعودة إلى ديارنا.”
في عبرت حفصة سلطان بدورها عن مزيج من المشاعر: “أنا سعيدة بالعودة إلى بلدي، ولكن ترك تركيا التي استضافتنا لسنوات يشعرني ببعض الحزن.”
احتفالات في ساحة بلدية ريحانلي
في مدينة ريحانلي التابعة لولاية هاتاي، تجمع السوريون في ساحة البلدية للاحتفال بسقوط النظام، حيث هتف الحضور بشعارات مثل: “سوريا حرة، سوريا أبية”، بينما أكد معظمهم أنهم يستعدون للعودة إلى بلداتهم في الأيام القادمة.
عودة الحياة إلى المدن السورية
أشار الحاضرون إلى استمرار عودة العديد من السوريين إلى مدن مثل حلب، وحمص، وحماة، والتي باتت خالية من سيطرة النظام، بالتزامن مع إعلان الفصائل المعارضة تحرير العاصمة دمشق بعد حملة استمرت 12 يومًا.
لحظة فارقة في تاريخ سوريا
يمثل سقوط نظام الأسد نهاية حقبة مظلمة استمرت عقودًا، على حد تعبير السوريين، وفي الوقت الذي يعبر فيه السوريون في تركيا عن فرحتهم وامتنانهم لسنوات الدعم التركي، يتجهون نحو العودة إلى وطنهم لبناء مستقبل جديد يعكس آمالهم في الحرية والأمن.