قام زعيم حزب الحركة القومية اليميني التركي دولت بهجلي بتوبيخ صحفية بسبب طرحها سؤالاً حول شائعات تتحدث عن خلاف بينه وبين الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن إطلاق عملية سلام جديدة مع الأكراد في البلاد.
وأكد بهجلي في خطابه الذي ألقاه خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه إلى تصميمه التام على مواقفه بشأن التطورات الأخيرة في البلاد، بعبارته الشهيرة: “من أراد أن يعود، فليعد؛ أما نحن فلن نعود عن طريقنا”، على حد تعبيره.
وكانت الصحفية هلال كويلو من موقع “سربستيت” من بين الصحفيين الذين وجهوا أسئلة إلى بهجلي عقب اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه يوم الثلاثاء، حيث سألت كويلو: “هل هناك خلاف بينك وبين الرئيس أردوغان حول عملية السلام (مع حزب العمال الكردستاني وزعيمه المسجون عبد الله أوجلان)؟”، ليرد عليها بهجلي بقسوة، مما اعتبره مراقبون دليلا على وجود خلاف بين الطرفين الحليفين.
بهجلي اتهم الصحفية بإثارة الاستفزاز والعمل على خلق استقطاب في البلاد من خلال نشر معلومات مضللة، وقال لها بغضب: “إذا لم تستطيعي تجنب ذلك، فاتركي هذه المهنة.”
حوادث تأنيب بهجلي أو أردوغان للصحفيين في العلن ليست نادرة في تركيا، التي تمتلك سجلاً ضعيفاً في حرية الصحافة. وغالباً ما يتم منع الصحفيين من المؤسسات الإعلامية المعارضة من حضور الأحداث أو المؤتمرات الصحفية حتى لا يطرحوا أسئلة محرجة، بل هناك مزاعم عن إعطاء بعض الصحفيين قائمة بالأسئلة المسموح طرحها عندما يظهر أردوغان في مقابلات تلفزيونية.
بدأ الحديث عن إمكانية عملية سلام جديدة مع الأكراد الشهر الماضي، عندما اقترح بهجلي على زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، عبد الله أوجلان، إلقاء خطاب أمام الكتلة البرلمانية لحزب “الديمقراطية والمساواة للشعوب” الموالي للأكراد، ودعوته الحزب إلى إلقاء السلاح، ملمحًا إلى أن حل الحزب قد يمهّد الطريق للإفراج عن أوجلان من السجن.
يُذكر أن حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون كمنظمة إرهابية، يشن حرباً ضد الدولة التركية منذ عام 1984، وأدى الصراع إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، علمًا أن أوجلان مسجون في سجن شديد الحراسة على جزيرة إمرالي في بحر مرمرة منذ عام 1999.
وتتّهم منظمات حقوقية تركيا بانتظام بتقويض حرية الإعلام من خلال اعتقال الصحفيين وإغلاق وسائل الإعلام المنتقدة، لا سيما منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016. واحتلت تركيا المرتبة 158 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي الذي نشرته منظمة “مراسلون بلا حدود” في مايو.