دعا زعيم حزب الحركة القومية التركي (MHP)، الحليف اليميني للرئيس رجب طيب أردوغان، إلى تجديد الحوار بين تركيا وسوريا وسط تصاعد الاضطرابات في البلاد، مشددًا على ضرورة تواصل الرئيس السوري بشار الأسد مع أنقرة دون شروط مسبقة لما فيه مصلحته الشخصية.
وفي خطاب ألقاه خلال اجتماع حزبي اليوم الثلاثاء، أكد زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي أن تركيا يجب أن تتبنى موقفًا يضع مصالحها الوطنية في المقام الأول في ظل الحرب الأهلية المستمرة، التي اشتعلت من جديد بهجوم خاطف من قبل المتمردين في سوريا، منتقدًا الأسد لعدم استجابته حتى الآن لجهود تركيا لتطبيع العلاقات.
وقال بهجلي: “الأسد لم يمد يده لتركيا. التواصل غير المشروط مع تركيا يصب أولاً في مصلحة الأسد الشخصية، وثانيًا في مصلحة بلده…. لا يمكن للنظام السوري أن يستمر بالانسحاب إلى قوقعته”.
وكانت العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وسوريا قد انقطعت عام 2011 بعد اندلاع الحرب السورية، ولكن أردوغان، الذي كان يدعم آنذاك جهود المتمردين للإطاحة بالرئيس الأسد، سعى مؤخرًا إلى التقارب مع دمشق.
من جانبه، أبدى الأسد حذرًا تجاه جهود التطبيع التي يقودها أردوغان؛ ففي مقابلة أجراها في يوليو الماضي، أعرب عن استعداده للقاء أردوغان، لكنه شدد على أن الأمر يعتمد على “مضمون” اللقاء، مشيرًا إلى أن وجود تركيا في سوريا يشكل نقطة خلاف رئيسية.
وصرح الأسد أن وقف تركيا “دعمها” لما سماه “الإرهاب” في سوريا وانسحابها من الأراضي السورية سيكونان “نقطتين أساسيتين” لأي لقاء مع أردوغان، متهمًا إياه بدعم الإرهاب بسبب مساندته لجماعات المعارضة في بلاده.
ومنذ عام 2016، تسيطر القوات التركية وحلفاؤها المحليون من السوريين على أجزاء واسعة من شمال سوريا بعد سلسلة من العمليات البرية التي هدفت إلى طرد المقاتلين الأكراد الذين تتهمهم أنقرة بتنفيذ هجمات إرهابية داخل تركيا.
ورغم فشل جهوده حتى الآن في تطبيع العلاقات مع الأسد، قال الرئيس التركي، بعد حضوره القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في الرياض الشهر الماضي، إنه “ما زال يأمل” في إصلاح العلاقات مع الرئيس السوري.
وجاءت تصريحات بهجلي بعد أن شن المتمردون السوريون وحلفاؤهم المدعومون من تركيا أكبر هجوم لهم منذ سنوات، حيث استولوا على مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، من القوات الموالية للأسد.
ووفقًا لمنظمة حقوقية سورية، فقد قُتل حتى الآن أكثر من 400 شخص، معظمهم من المقاتلين، في الهجوم الذي بدأ يوم الأربعاء.
كما شهد التصعيد هجمات شنتها جماعات متمردة موالية لتركيا على القوات الحكومية السورية ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) في حلب ومحيطها، وفقًا لمراقب للحرب السورية.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المحظور (PKK)، الذي يخوض صراعًا مسلحًا ضد أنقرة منذ عقود.
وبالإضافة إلى ذلك، اختطفت جماعات المعارضة السورية المدعومة من تركيا يوم الأحد بلدة تل رفعت من القوات الكردية، حيث تقع بجوار شريط من الأراضي الذي تسيطر عليه تركيا منذ فترة طويلة في شمال سوريا وتستخدمه لشن عمليات ضد الأكراد.