في خطوة لافتة ضمن جهوده الرامية لإنهاء عقود من النضال المسلح لحزب العمال الكردستاني، زار وفد من حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب المؤيد للأكراد يوم السبت زعيمه السابق صلاح الدين دميرطاش المعتقل منذ عام 2016.
تأتي هذه الزيارة في وقت يسعى فيه الحزب الكردي إلى تعزيز مبادرة السلام الكردي التي أطلقها زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي بدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
دميرطاش بين السجن والمبادرات السياسية
صلاح الدين دميرطاش، البالغ من العمر 51 عامًا، يقضي حاليًا عقوبة بالسجن لمدة 42 عامًا بعد إدانته في مايو الماضي بتهم تتعلق بدوره المزعوم في احتجاجات دامية اندلعت عام 2014. جاءت هذه الاحتجاجات على خلفية ما اعتبره المحتجون تقاعسًا تركيًا عن التصدي لحصار تنظيم (داعش) لمدينة كوباني ذات الأغلبية الكردية في سوريا.
وقد شملت التهم الموجهة إليه قضايا تتعلق بالإضرار بوحدة الدولة وسلامة أراضيها، رغم كونه أحد أبرز الشخصيات السياسية الكردية ومنافسًا للرئيس أردوغان في انتخابات سابقة.
انفتاح جديد على الحوار
تأتي زيارة دميرطاش بعد إعلان الحزب عن لقاء تاريخي مع عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون منذ عام 1999، والذي يقضي عقوبة بالسجن المؤبد في جزيرة إمرالي.
هذا اللقاء، الذي يُعد الأول من نوعه منذ ما يقارب عقدًا، يُنظر إليه كإشارة واضحة على تخفيف حدة التوتر بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني.
وفي أعقاب هذا الاجتماع، أعرب أوجلان عن استعداده لدعم المبادرة الجديدة، قائلاً إنه “مستعد لتوجيه نداء لدعم الحل السياسي”. كما أبدى دميرطاش تأييده لهذه الجهود في أكتوبر الماضي، مشيرًا إلى أنه سيقدم دعمه الكامل لأي مبادرة يقودها أوجلان.
تصريحات أردوغان وموقف الحكومة
خلال زيارة إلى مدينة ديار بكر، كبرى المدن الكردية في تركيا، صرّح الرئيس أردوغان يوم السبت بأن “فرصة تاريخية” قد أتيحت لإنهاء الإرهاب بشكل نهائي، مضيفًا أن “المنظمات الإرهابية ليس أمامها خيار سوى إلقاء السلاح. نحن نمنحها فرصة للتحول إلى تنظيم سياسي حقيقي”.
تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الاشتباكات في شمال شرق سوريا بين المجموعات الكردية والمسلحين الموالين لتركيا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
خطوات الحزب المستقبلية
من المقرر أن يلتقي نواب حزب الديمقراطية والمساواة يوم الأحد بفجن يوكسيكداغ، الرئيسة السابقة المشاركة لحزب الشعوب الديمقراطي، التي تقضي عقوبة بالسجن لمدة 30 عامًا بتهمة نشر دعاية إرهابية.
هذه التحركات السياسية الأخيرة تشير إلى إمكانية فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الحكومة التركية والأطراف الكردية، بما قد يسهم في إنهاء أحد أطول النزاعات في تاريخ الجمهورية التركية.