تواجه الطالبة المتفوقة في الأكاديمية العسكرية التركية أبرو أر أوغلو احتمال الطرد من القوات المسلحة بسبب ترديدها شعارًا علمانيًا خلال حفل تخرجها، مما أدى إلى اتخاذ إجراءات تأديبية ضدها.
أر أوغلو التي أصبحت الآن ملازمًا في القوات المسلحة التركية، تلقت إشعارًا بإمكانية طردها بعد قيادتها لترديد شعار “نحن جنود مصطفى كمال أتاتورك” خلال حفل تخرج الأكاديمية في 30 أغسطس، حيث استلمت شهادتها من الرئيس رجب طيب أردوغان، علمًا أن
مصطفى كمال أتاتورك يعد مؤسس الجمهورية التركية الحديثة ورمزًا للعلمانية في البلاد.
يأتي إشعار أر أوغلو في أعقاب إجراء مماثل ضد خريج آخر، الملازم “إ”، في إطار تحقيق في الحادث الذي أثار جدلًا واسعًا في جميع أنحاء البلاد. ويتهم كلاهما بانتهاك المادة 20، القسم “ج” من قانون الانضباط الخاص بالقوات المسلحة، الذي يحظر التصرفات التي تعتبر “ضارة بسمعة الدولة والجيش”.
وقد رافق الشعار رفع السيوف من قبل الخريجين وأداء قسم للدفاع عن المبادئ العلمانية والديمقراطية للبلاد. وأثارت مقاطع الفيديو الخاصة بالحفل جدلاً واسعًا على الصعيدين العام والسياسي.
انتقد أردوغان تصرفات الخريجين، واصفًا إياها بأنها مدمرة، ووعد باتخاذ إجراءات تأديبية ضد المسؤولين قائلا: “الجيش ليس مكانًا للتصرفات ذات الدوافع السياسية”، مؤكداً التزامه بمعاقبة المسؤولين.
وأكدت وزارة الدفاع أن التحقيق لا يزال جاريًا، وأشار وزير الدفاع يشار غولر إلى أن القرار النهائي سيصدر من قبل المجلس التأديبي الأعلى بحلول 25 نوفمبر.
وأثارت ردود فعل الحكومة تجاه شعار الخريجين انتقادات حادة بين الأحزاب المعارضة، حيث دافع حزب الشعب الجمهوري (CHP) عن الخريجين، ووصف زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، الشعار بأنه تقليد عسكري، متهمًا أردوغان بتسييس القضية لتحويل الانتباه عن التحديات التي تواجهها البلاد حاليًا.
كما أدان رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، رد الفعل، واصفًا الشعار بأنه رمز للوحدة والاتفاق في البلاد، منتقدًا عدم تسامح أردوغان تجاهه.
يعكس الحادث الذي وقع في حفل التخرج الانقسامات العميقة داخل تركيا بشأن هويتها ومستقبلها. فقد وضع الرئيس أردوغان نفسه كمدافع عن القيم المحافظة والدينية، وغالبًا ما اشتبك مع العلمانيين الذين يرونه تهديدًا للمبادئ التي أرسى قواعدها أتاتورك.
في حين أشاد بعض المواطنين بالخريجين لتكريمهم مبادئ تأسيس تركيا، انتقد آخرون التصرف باعتباره غير لائق لأعضاء المؤسسة العسكرية، مما أثار جدلاً سياسيًا محتدمًا.
منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، قلل أردوغان بشكل كبير من تأثير الجيش في السياسة التركية. ويرى أنصار الحكومة أن الشعار العلماني قد يشير إلى عودة النزعة المؤيدة للجيش التي زعزعت استقرار تركيا في الماضي من خلال الانقلابات العسكرية، في حين تصر شخصيات المعارضة على أن الشعار تقليد وعمل وطني ولا ينبغي اعتباره بيانًا سياسيًا.