عقد حزب السعادة التركي مؤتمره العام التاسع في العاصمة أنقرة، حيث تنافس كل من نائب كايسري محمود أريكان ونائب إسطنبول بيرول آيدين على منصب الرئيس العام للحزب.
وأسفرت نتائج التصويت عن فوز أريكان حاصلا على دعم أغلبية المصوتين.
حصل محمود أريكان على 741 توقيعًا من أصوات المندوبين، بينما حصل بيرول آيدين على 221 توقيعًا، في حين حصل الرئيس السابق مصطفى كاملاك على 36 توقيعًا فقط، مما منعه من الترشح.
خطاب الوداع لتمل كرامولا أوغلو
في المؤتمر، ألقى الرئيس العام السابق تمل كرامولا أوغلو كلمته الأخيرة، مؤكدًا أنه لم يتنازل يومًا للظالم من أجل المنصب. وقال: “لا أقول إنني كنت رئيسًا عامًا مثاليًا، لكنني لم أذعن يومًا لظلم، ولم أخضع لأي شخص من أجلالكرسي.”.
وانتقد بشدة أولئك الذين هاجموا الحزب بسبب تحالفه مع كمال كليجدار أوغلو، قائلًا: “الذين لا يرون مشكلة فيمصافحة نتنياهو، لم يتركوا شيئًا إلا وقالوه عنا بسبب مصافحتنا لكليجدار أوغلو.”
بعد هذه الكلمات، هتف الحاضرون في القاعة بشعارات مثل: “القاتل إسرائيل، حزب العدالة والتنمية متعاونمعها!”، مما دفع ممثلي حزب العدالة والتنمية الحاضرين، مصطفى إليطاش وعلي إحسان يافوز، إلى مغادرة القاعة.
تصريحات محمود أريكان: نقد لاذع ودعوة لتغيير النهج
ركز محمود أريكان في خطابه قبل التصويت على مفهوم “السياسة الجديدة”، منتقدًا سياسات الحكومة بشدة. وقال: “إرسال السفن للمحتلين ليس موقفًا شريفًا، بل هو انحطاط أخلاقي.” وأضاف: “لم تصل تركيا يومًا إلى هذا الحد منالتقارب مع إسرائيل. هذا عارٌ على الحكومة“.
وتابع مهاجمًا حزب العدالة والتنمية الحاكم: “بدأوا طريقهم بشعار محاربة الفقر والفساد والقيود، لكن الآن أصبحوارمزًا لهذه المشاكل. لم يعد لدى هذا النظام ما يقدمه لتركيا. سنُعيد بناء الديمقراطية، وسنحرر تركيا من خوف ‘ماذاسيحدث لي غدًا؟’”
الوعود بتحقيق العدالة والمساواة
وأكد أريكان في خطابه: “سنؤسس حرية المعتقد للجميع، وسنحرر العقائد مهما كانت من قيود الحكومة، ولن نسمح باستخدام الدين كأداة للاستغلال السياسي. هذه البلاد ليست ملكًا للأتراك فقط، بل هي ملكٌ للأكراد، والسُّنة، والعلويين أيضًا. لا يمكننا قبول التمييز العرقي بأيشكل من الأشكال. عندما تُسجل الكردية في البرلمان كلغة ‘غير معروفة’، لا يمكننا أن ننكر وجود مشكلة كردية.”
بيرول آيدين: رؤية شاملة للإصلاح
من جانبه، شدد بيرول آيدين في كلمته على ضرورة معالجة الأزمات التي تواجهها البلاد، قائلًا: “تركيا تواجه دولةضعيفة اقتصاديًا وضائعة على الساحة الدبلوماسية. سنعالج الفقر، وسننهي الفساد وسوء الإدارة. تركيا لديهاإمكانيات، وسنحولها إلى قدرات.”
نتيجة التصويت
في نهاية المؤتمر، حصل محمود أريكان على 823 صوتًا، ليصبح الرئيس العام الجديد لحزب السعادة.
يذكر أن حزب السعادة يعتبر امتدادا لحزب الرفاه ذي التوجه الإسلامي الذي أسسه الراحل نجم الدين أربكان الموصوف بـ”أبو الإسلام السياسي في تركيا”، ويعد أستاذ الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان قبل انشقاقه عنه في بدايات الألفية الثالثة وتأسيسه حزب العدالة والتنمية.