أعلنت شركة الدفاع التركية “إس تي إم” (STM) عن دخولها سوق البحرية في الاتحاد الأوروبي عبر صفقة لتصدير سفن عسكرية تم توقيعها مع البرتغال، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وفقًا لبيان نُشر على موقع الشركة الرسمي يوم الثلاثاء.
تعدّ هذه الصفقة الأولى من نوعها التي تقوم فيها تركيا بإنتاج سفينة بحرية للتصدير إلى دولة عضو في كل من الاتحاد الأوروبي والناتو، وهو ما يمثل إنجازًا كبيرًا في مسيرة تطور صناعة الدفاع التركية.
تفاصيل الصفقة
وقّعت شركة “إس تي إم” المتخصصة في تكنولوجيا الدفاع، اتفاقية لبناء سفينتين لدعم الإمداد اللوجستي وإعادة التزود بالوقود لصالح البحرية البرتغالية بحلول عام 2028، علما أنه من المتوقع أن يبدأ العمل على بناء السفن في عام 2025.
أقيمت مراسم التوقيع في العاصمة البرتغالية لشبونة يوم 17 ديسمبر، بحضور المدير العام للشركة التركية أوزغور غوليريوز، ورئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية التركية خلوق غورغون، ورئيس الأركان البحرية البرتغالي الأدميرال هنريك غوفيا إي ميلو، إلى جانب عدد من المسؤولين من وكالة الصناعات الدفاعية البرتغالية والسفارة التركية.
وفي تصريحاته، أشار غورغون إلى أن تركيا تُعدّ واحدة من عشر دول في العالم تقوم بتصنيع سفنها الحربية محليًا، قائلاً: “نحن الآن نصدر هذه السفن إلى دول صديقة”، مؤكدًا أهمية هذه الصفقة كأول مشروع دفاعي مشترك مع البرتغال، ومشيرًا إلى أولويات تركيا في تعزيز التعاون الدفاعي مع حلفائها في الناتو.
مواصفات السفن
ستتميز السفن الجديدة، التي يبلغ طولها 137 مترًا، بقدرة إزاحة تصل إلى 11 ألف طن وسرعة قصوى تزيد عن 18 عقدة. وستكون قادرة على العمل في البحر بشكل مستمر لمدة تصل إلى 90 يومًا.
تتسع كل سفينة لـ100 فرد، ويمكنها نقل 20 مركبة تكتيكية خفيفة. كما ستُجهز السفن بأحدث أنظمة الاستشعار والأسلحة، بما في ذلك أنظمة أسلحة دفاعية قريبة وأنظمة أسلحة يتم التحكم بها عن بعد عيار 12.7 ملم، بالإضافة إلى أنظمة خداع وتشويش.
وتشمل السفن أيضًا منصة هبوط للطائرات المروحية والطائرات بدون طيار، مع وجود حظيرة مخصصة للطائرات بدون طيار، مما يجعلها متعددة المهام وقادرة على المشاركة في العمليات القتالية والإنسانية واللوجستية.
أبعاد التعاون المستقبلي
أكد الأدميرال غوفيا إي ميلو على إمكانية تعزيز التعاون الدفاعي بين تركيا والبرتغال في مجالات الأنظمة البحرية والطائرات غير المأهولة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الشراكات يمكن أن تسهم في تنمية اقتصاد البلدين وتعزيز قدراتهما التكنولوجية.
وأضاف محلل الدفاع والضابط البحري السابق فاتح يورتسيفر أن الاتفاقية تمثل توسعًا كبيرًا في التعاون التقني بين تركيا وحلفائها في الناتو، خاصة في ظل تركيز الدول الأوروبية على تحديث وتوسيع أساطيلها البحرية.
إنجازات سابقة لـ”إس تي إم”
تملك شركة “إس تي إم” سجلًا حافلًا في مشاريع مماثلة، بما في ذلك توفير ناقلة الأسطول PNS MOAWIN للبحرية الباكستانية منذ عام 2018، وتطوير سفن دعم لوجستي للبحرية التركية التي شاركت في مهام الناتو.
كما أطلقت الشركة مؤخرًا عائلة جديدة من المركبات غير المأهولة تحت الماء خلال معرض الدفاع والفضاء الدولي (SAHA EXPO 2024).
وفي خطوة أخرى، بدأت “إس تي إم” هذا الشهر قطع الفولاذ لأول فرقاطة من فئة (ADA) تم التعاقد عليها مع البحرية الملكية الماليزية، في تحول استراتيجي من الاعتماد على فرقاطات Keris الصينية إلى التصاميم التركية الحديثة.
يرى مراقبون أن هذه الإنجازات تظهر قوة تركيا المتزايدة في سوق الصناعات البحرية عالميًا، معززًا مكانتها كمصدر للابتكار والشراكات الدفاعية.