أفرجت محكمة تركية يوم الجمعة عن 16 من أصل 32 متهمًا كانوا قيد الاحتجاز الاحتياطي على خلفية هجوم نفذه تنظيم “داعش – ولاية خراسان” على كنيسة سانتا ماريا الكاثوليكية في إسطنبول، مستندة إلى طول مدة الاحتجاز والأدلة المتوفرة.
وقع الهجوم يوم الأحد 28 يناير 2024 أثناء قداس الأحد، وأسفر عن مقتل المواطن التركي تونجر جيهان وإصابة عدة أشخاص آخرين.
عقدت الجلسة في محكمة الجنايات العليا الـ26 في إسطنبول، بمقر قرب سجن مرمرة، وقررت المحكمة استمرار احتجاز 16 متهمًا آخرين، بينهم منفذان مزعومان للهجوم: الروسي ديفيد تاندوييف والطاجيكي أميرجون خليقوف. ويتهم الادعاء المتهمين بالتخطيط للهجوم وتنفيذه لصالح تنظيم داعش خراسان.
كما أمرت المحكمة بجمع المزيد من الأدلة، بما في ذلك تحليل جنائي لمقاطع المراقبة وتصوير المتهمين للتعرف عليهم من قبل الضحايا، وحددت موعد الجلسة القادمة في 24 مارس المقبل.
يتضمن لائحة الاتهام، التي أعدها مكتب المدعي العام في إسطنبول، اتهام 43 شخصًا بارتكاب جرائم تشمل “القتل العمد”، و”محاولة القتل”، و”العضوية في تنظيم إرهابي مسلح”، و”حيازة أسلحة غير قانونية”. ويطالب الادعاء بعقوبات بالسجن مدى الحياة بحق 25 متهمًا، بالإضافة إلى مئات السنوات من السجن لعدد من المتهمين الآخرين.
يمثل هذا الهجوم تصعيدًا خطيرًا لأنشطة تنظيم داعش خراسان في تركيا، مما أدى إلى شن السلطات حملة اعتقالات واسعة النطاق شملت 48 شخصًا على صلة بالحادث خلال الأشهر التي أعقبته.
وتشير التحقيقات إلى أن تاندوييف وخليقوف قاما بإطلاق النار على المصلين والكهنة خلال القداس، بمن فيهم الأب أنطون بولاي الذي نجا من الهجوم. ووفقًا للمدعين، نفذ المهاجمان الهجوم بأوامر من فيسخان سلطاماتوف، أحد عملاء داعش خراسان الذي اعتقل في نوفمبر 2024. ويُعتقد أن سلطاماتوف زوّد المنفذين بالأسلحة وخطط للهجوم.
أنكر المتهمون التهم خلال الجلسة، وادعى بعضهم جهلهم بأنشطة التنظيم، فيما أكد آخرون أن علاقاتهم مع المتهمين الآخرين لا تمت بصلة للإرهاب. ونفى الأوزبكي حضرت عمر محمد صولييف تورطه، قائلاً إنه كان نائمًا في منزله وقت الهجوم. بينما ادعى الروسي موفلات تسوروييف أن الأدلة الموجودة على هاتفه تم تلفيقها.